تُعد الفراولة من المحاصيل البستانية ذات القيمة الاقتصادية العالية، لما لها من أهمية غذائية وطبية وتجارية، بالإضافة إلى طعمها المميز ومذاقها المحبب لدى جميع الفئات العمرية.

وتُستخدم الفراولة بشكل واسع في الصناعات الغذائية مثل العصائر، المربى، المثلجات، والحلويات، مما يجعلها ذات طلب مستمر على مدار العام، سواء في السوق المحلي أو في التصدير.

تطور زراعة الفراولة في مصر

بدأت زراعة الفراولة في مصر على نطاق محدود في بعض المناطق، لكنها سرعان ما شهدت توسعًا كبيرًا، خاصة مع دخول أصناف جديدة عالية الإنتاج ومناسبة للتصدير.

وقد ساعد المناخ المعتدل والتربة الخصبة، بجانب الخبرات الزراعية المتراكمة، في زيادة المساحات المزروعة بها، لتصبح مصر الآن من الدول المصدّرة لهذا المحصول الحيوي، خاصة لدول أوروبا والخليج.

 أهمية اختيار المكان والتربة

تنمو الفراولة بشكل أفضل في الأماكن المشمسة التي تتعرض لما لا يقل عن 6 إلى 10 ساعات من أشعة الشمس المباشرة يوميًا. وعلى الرغم من قدرتها على التكيّف مع أنواع مختلفة من التربة، فإنها تفضل التربة الطميية الغنية بالمواد العضوية، شريطة أن تكون جيدة التهوية والصرف. يوصى برفع الأرض على شكل أحواض أو خطوط مرتفعة لتحسين التصريف، خاصة في التربة الطينية الثقيلة.

 خطوات إعداد التربة قبل الزراعة

يُنصح بتحضير التربة قبل الزراعة بفترة لا تقل عن شهرين، من خلال حرثها وإضافة السماد البلدي المتحلل أو الكمبوست، وتعديل درجة الحموضة لتكون ما بين 5.5 و7. كما يجب تجنب الزراعة في أراضٍ سبق زراعتها بمحاصيل تنتمي للعائلة الباذنجانية مثل الطماطم والفلفل والباذنجان، لتفادي الأمراض المشتركة.

 طريقة زراعة الفراولة الصحيحة

عند زراعة الفراولة، تُترك مسافة كافية بين النباتات لا تقل عن 20 سم، مع ترك 100 إلى 120 سم بين الصفوف، وذلك لأن الفراولة نبات زاحف يتكاثر عبر ما يُعرف بـ"العدائين" أو الشتلات الصغيرة.

يجب أن تُزرع الشتلات بحيث تكون الجذور ممدودة جيدًا في التربة، دون انثناء، ويجب أن يُترك البرعم المركزي (التاج) على سطح التربة دون دفنه، لأنه في حال غمره بالتربة قد يؤدي إلى تعفن النبات.

من الضروري ريّ النباتات مباشرة بعد الزراعة لضمان استقرار الجذور في التربة.

 المشكلات التي تواجه زراعة الفراولة
1. الأمراض الفطرية

مثل العفن الرمادي والعفن الأبيض والبياض الدقيقي، والتي تنتشر في البيئات الرطبة. يمكن التغلب عليها من خلال التهوية الجيدة، عدم الإفراط في الري، واستخدام مبيدات فطرية موصى بها.

2. الآفات الحشرية والعناكب

مثل التربس والعنكبوت الأحمر والمنّ، وتؤثر سلبًا على النبات والثمار. ويتم مقاومتها عبر برامج مكافحة متكاملة تشمل المبيدات الحيوية والرش الوقائي الدوري.

3. ضعف خصوبة التربة

نتيجة الزراعة المتكررة في نفس الأرض، ويمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال اتباع نظام الدورة الزراعية، وتحسين التربة بإضافة العناصر الغذائية اللازمة والمواد العضوية.

4. مشاكل الري والصرف

الفراولة حساسة جدًا للرطوبة الزائدة، مما قد يؤدي إلى تعفن الجذور. لذا يجب الاعتماد على نظام ري متوازن مثل الري بالتنقيط، مع التأكد من تصريف المياه الزائدة من التربة.

 أسس النهوض بمحصول الفراولة

إدخال أصناف جديدة مقاومة للأمراض وأكثر تحمّلًا للظروف البيئية.

تطوير نظم الزراعة المحمية مثل الصوب البلاستيكية.

تطبيق برامج مكافحة متكاملة للحشرات والأمراض.

تحسين نظم التسويق المحلي والتصديري.

دعم المزارعين بالتدريب الفني والمشورة الزراعية.