أ
أ
أصدرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في قطاع الإرشاد الزراعي، نشرة بأهم التوصيات الفنية الواجب على مزارعي محصول الذرة الشامية مراعاتها خلال شهر يونيو الجاري, تأتي هذه التوصيات، التي أعدها معهد بحوث المحاصيل الحقلية، في إطار الجهود المستمرة لدعم المزارعين وتعزيز الإنتاجية.
مكافحة الحشائش والخف: خطوات أساسية لنمو أفضل
تُعد مكافحة الحشائش من العمليات المحورية لضمان نمو سليم لمحصول الذرة الشامية, ووفقًا للتوصيات، يمكن للمزارعين اتباع إحدى طريقتين:
العزيق اليدوي: يتم العزيق مرتين؛ الأولى (خربشة) قبل رية المحاياة لإزالة الحشائش وسد الشقوق وتسليك الخطوط, أما العزقة الثانية (خرطًا) فتكون قبل الرية الثانية، مما يضمن وجود النباتات في منتصف الخط.المبيدات: استخدام مبيدات الحشائش الموصى بها كبديل فعال.
أما بالنسبة لعملية الخف، فتختلف باختلاف طريقة الزراعة:
الزراعة اليدوية: يتم الخف مرة واحدة بعد الانتهاء من العزقة الأولى، بحيث يُترك نبات واحد في الجورة قبل رية المحاياة مباشرة, يُشدد على عدم التأخير في الخف أو تكراره، وفي حالة غياب بعض الجور، يُنصح بترك نباتين في الجورة المجاورة لتعويض العدد.الزراعة بالميكنة: لا تتطلب أي عمليات خف للنباتات، حيث تتم الزراعة على نبات واحد بالجورة.
التسميد: تعزيز التغذية للنباتات في الأراضي القديمة والجديدة
يُعتبر التسميد الآزوتي عنصرًا حيويًا لنمو الذرة الشامية، وتختلف طريقة الإضافة وكمياتها بين الأراضي القديمة والجديدة:
في الأراضي القديمة:
التسميد الآزوتي: تستجيب نباتات الذرة الشامية بشدة لعنصر الآزوت, يُنصح بإضافة 260 كجم يوريا أو 360 كجم نترات للفدان، تُضاف تكبيشًا أسفل النباتات بحيث تصل إليها مياه الري. يمكن تقسيم الإضافة على دفعتين (قبل رية المحاياة وقبل الرية الثانية) إذا كانت الزراعة بعد محصول بقولي، أو على ثلاث دفعات متساوية (عند الزراعة كجرعة منشطة، قبل رية المحاياة، وقبل الرية الثانية) إذا كانت الزراعة بعد القمح. يجب تجنب إضافة السماد الآزوتي خلال مرحلة التزهير وما بعدها.في الأراضي الجديدة:
التسميد الآزوتي: تتراوح الكمية المضافة عن طريق الحقن بالسمادات بين 360 و 450 كجم/فدان من سماد نترات النشادر 33.5%. تُظهر الدراسات الحديثة أهمية إضافة جرعة تنشيطية من الأسمدة الأزوتية عند الزراعة لتشجيع نمو الجذور، ويفضل أن تكون في صورة سلفات النشادر 20.5% أزوت (شيكارة/فدان).التسميد بالعناصر الصغرى: تُلاحظ استجابة نباتات الذرة الشامية للتسميد بالعناصر الصغرى في الأراضي الجيرية والرملية، خاصة الحديد، الزنك، والمنجنيز. يتم الرش على النباتات مرتين: الأولى بعمر 3 أسابيع، والثانية بعدها بحوالي 20 يومًا، بمعدل 100 جرام من كل عنصر في كل مرة أو 500 جرام من مخلوط العناصر الصغرى.
جدولة التسميد حسب نظام الري:
الري بالتنقيط أو الرش المحوري: يبدأ إضافة السماد الآزوتي والأسمدة الأخرى بعد أسبوع من الزراعة على دفعات كل 3-4 أيام، وينتهي برنامج التسميد قبل التزهير.الري بالغمر: يضاف السماد الآزوتي تكبيشًا أسفل النباتات. تكون الدفعة الأولى بعد الخف مباشرة مع رية المحاياة (عمر 18-21 يومًا)، والدفعة الثانية بعمر 30-35 يومًا إذا كانت الزراعة بعد محصول بقولي. أما عند الزراعة بعد القمح، فتضاف جرعة تنشيطية عند الزراعة.
الري: إدارة المياه لضمان محصول وفير
تُعد إدارة الري أمرًا حاسمًا لنجاح محصول الذرة الشامية، وتختلف توصياته باختلاف نوع الأرض:
في الأراضي القديمة:
الرية الأولى (المحاياة): تُعطى بعد ثلاثة أسابيع تقريبًا من الزراعة، أي بعد العزقة الأولى والخف وإضافة الدفعة الأولى من التسميد.الري الدوري: يُنظم الري بعد ذلك كل 10-12 يومًا حسب طبيعة التربة والظروف الجوية.
قبل الحصاد: يُوقف الري قبل الحصاد بحوالي 2-3 أسابيع للمساعدة على جفاف الكيزان وتلافي الرقاد الذي يسبب عفن الكيزان ونقص المحصول.
إدارة الرى: يُراعى الري بالحوال طوال الموسم مع عدم تغريق أو تعطيش النباتات. الإفراط في الري يؤدي إلى اصفرار النباتات واختناق الجذور وغسيل الأسمدة، بينما التعطيش يؤدي إلى ذبول النباتات وموتها، خاصة في فترة تكوين الحريرة، مما يؤثر سلبًا على تكوين الحبوب وطول النباتات. لتفادي ذلك، يُمكن إحكام عملية الري عن طريق الري التبادلي (بإغلاق خط وترك الذي يليه بعد العزيق وتجويف الخطوط).
في الأراضي الجديدة:
الري بنظام الرش أو التنقيط: تكون فترات الري كل 1-3 أيام حسب طبيعة التربة (رملية أو جيرية) والظروف الجوية وعمر النبات.الري بالغمر: غالبًا ما يتم في الأراضي الجيرية التي تحتفظ بالرطوبة بشكل أفضل، وتتراوح فترات الري من 7-12 يومًا حسب قوام التربة والظروف الجوية.
تُقدم هذه التوصيات الفنية خارطة طريق شاملة للمزارعين لضمان أفضل الممارسات في زراعة الذرة الشامية، مما يسهم في زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الاستراتيجي.
