مع بدء ظهور بشائر محصول المانجو في الأسواق المصرية بكميات محدودة، استعدادًا لزيادة الطرح خلال الأيام القليلة المقبلة، تتجه الأنظار نحو ضمان جودة المحصول وتجنب أي خسائر محتملة, وتتميز المانجو المصرية بتنوع أصنافها وزيادة مساحاتها المزروعة، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات التصدير خلال السنوات الماضية.

توصيات حيوية لمزارعي المانجو بعد العقد

قدم الدكتور علاء جمعة، أستاذ البساتين بكلية الزراعة بجامعة قناة السويس، مجموعة من التوصيات العاجلة لمزارعي المانجو لمرحلة ما بعد العقد، بهدف تفادي ظاهرة تساقط الثمار قبل إتمام النضج الكامل:

- توازن التسميد: شدد الدكتور جمعة على عدم المغالاة في التسميد بعنصر على حساب عناصر أخرى أو بكميات كبيرة, فالتسميد المفرط قد يؤثر سلبًا على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى، مما يؤدي إلى تساقط حبات المانجو وزيادة التكتلات الزهرية غير المرغوبة.

- أهمية العناصر الصغرى: نصح بـرش العناصر الصغرى في المواعيد المحددة: قبل التزهير، بعد العقد، وبعد الجمع, وأكد على أهمية أن يكون الرش ورقيًا على الأشجار وليس أرضيًا لضمان أقصى استفادة منها وبالكميات المحددة.

- فهم أسباب التساقط: أوضح أن التساقط الطبيعي للثمار يكون بكميات محددة بهدف خف الحمل الثمري على الأشجار, أما التساقط غير الطبيعي، الذي يكون بكميات كبيرة، فيرجع لأسباب متعددة منها الإصابة بـ"التربس"، المغالاة في عملية الري، وارتفاع درجات الحرارة.

- وبيّن أن السبب الجوهري لتساقط الثمار غير الطبيعي هو أن الجنين داخل الثمرة ينتج الأوكسينات والجبريلين بكميات قليلة وغير كافية لتقوية منطقة الانفصال بين الثمرة والشمراخ الزهري.

- لحل أزمة سقوط ثمرات المانجو، أوصى بتقليل التسميد الأرضي الآزوتي وزيادة عنصري البوتاسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى استخدام هرموني الأوكسينات والجبريلين.

- استخدام مركب "كلينر": نصح برش مركب كلينر بمعدل نصف لتر لكل 100 لتر ماء, يحتوي هذا المركب على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم الحر الذي يظهر تأثيره على الأشجار بعد أسبوع واحد فقط من الرش, وأكد أنه آمن تمامًا للاستخدام في الزراعات العضوية لعدم وجود آثار متبقية له.

صادرات وواردات المانجو المصرية: نمو ملحوظ

كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن إجمالي صادرات مصر من المانجو بلغ 141.5 مليون دولار خلال عام 2024.

وتُعد روسيا، المملكة العربية السعودية، الإمارات، سلطنة عمان، لبنان، سوريا، الكويت، إنجلترا، قطر، وتركيا من أهم الدول المستوردة للمانجو المصرية.

على صعيد آخر، بلغت واردات مصر من عصير المانجو 381.7 ألف دولار خلال عام 2024، وكانت الهند، تركيا، هولندا، ألمانيا، الصين، وليبيا أهم الدول المصدرة.

وكانت الدكتورة ولاء سمير، الباحثة بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، قد أشارت إلى زيادة كبيرة في صادرات المحصول خلال السنوات الماضية، حيث قفزت من 33 ألف طن في عام 2015 إلى 150 ألف طن خلال العام الماضي، أي أن الزيادة تجاوزت 400% في عشر سنوات, ويصل حجم الإنتاج المحلي حاليًا إلى أكثر من مليون و43 ألف طن، مع زيادة متوسط إنتاجية الفدان الواحد لتصل إلى 4.6 طن.

تُظهر هذه الأرقام الأهمية الاقتصادية المتزايدة لمحصول المانجو المصري، مما يجعل التوصيات الخاصة بمنع تساقط الثمار حيوية لتعزيز هذا القطاع الواعد.