الأحد، 19 شوال 1445 ، 28 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور محمد فهيم يكتب ..الذباب لم و لن ينتج العسل. ..فلماذا يغضب النحل ؟

الدكتور محمد فهيم
الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات المناخ
أ أ
الذبابة : في اللغة فهي من ذَبّ ذبّا : أي لم يستقر في مكان واحد , وأصابه ذباب الأمر : شره , ويقال ذبّ الغديرُ أو النبات: أي جف ويبس, وسمي الذباب ذبابا لأنه كلما ذُبّ آب : أي أنه كلما دُفِع عاد .

اما النحلة :


في اللغة من نَحل : هزُل وضعُف, والنحّال : مُربّي النحل , والنحّل:العطية, قال تعالى: " وأوحى ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا " .



إن النحل والذباب يجمعهما تصنيف علمي واحد هو صنف الحشرات مفصليات الارجل  Arthropoda)) ، ولكن الفرق بينهما أن (النحل) قد تلقى وحياً من السماء (وأوحى ربك الى النحل) ... وعندما التزم بهذه التعاليم ونفذها اصبح النحل يأكل أفضل ما في الطبيعة (رحيق الأزهار) ثم يعطي أفضل الأطعمة (العسل) ضمن نظام مترابط و متماسك ومنظم (فمن الملكة إلى الحضانات إلى الجنود الذين يحرسون الخلية إلى العاملات التي تصنع محاضن العسل إلى النحل الذي يجمع العسل ...إلخ)..  كما إنه يعيش في مجتمعات متعاونة يؤدي كل دوره فيها بصمت وتفان في العمل وضمن بيئة نظيفة.



أما الذباب فلم يتلق "تعاليم سماوية" فبقي يأكل اقذر ما في الطبيعة ويعيش في البيئة القذرة ولا يعطي الا الامراض وازعاج الناس ويعيش الذباب في مجتمع مفكك ليس بينه أي رابطة تتصرف فيه كل ذبابة لوحدها .‏.. الذباب (يسلب) بشكل مزعج (وإن يسلبهم الذباب شيئا).‏


وفي ذلك عبرة للناس فالانسان "المعطاء" أشبه ما يكون ( بالنحلة) التي تعطي دوما بلا كلل ولا ملل.

أما المتمرد الفوضوي المزعج المستغل فتنطبق عليه حياة الذبابة.


الكثير من الذباب يزن فوق رؤوسنا يصدر ضجيجا وجلبة ، أما النحل فهو يعمل في صمت منشغل إما ببناء خليته وتنظيفها أو حمل الرحيق وصناعة العسل الذي ينفع الناس. " فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .." .

احبائي .. أنا أثق بقدرتكم على التمييز بين هؤلاء وأولئك , على التفرقة بين التراب والتبر, والمطلوب منك أن تكون كالنحلة تنفع أينما حللت , ولا تقع إلا على كل خير ، أما الذباب فلا تكترث به ، " بسيطة جداً جداً .. رشة واحدة  وتنتهي المشكلة "...


الدكتور محمد فهيم مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات المناخ
icon

الأكثر قراءة