الخميس، 09 ذو الحجة 1446 ، 05 يونيو 2025

د/ داليا محمد عبدالله حسن تكتب... نصائح وإرشادات لتغذية الحامل

WhatsApp Image 2025-06-02 at 10.02.28 AM
نصائح وإرشادات لتغذية الحامل
أ أ
techno seeds
techno seeds
تُعتبر فترة الحمل من أكثر الفترات التي تشهد تغيرات فسيولوجية تؤثر بشكل كبير على الجسم، بالإضافة إلى التغيرات الكيميائية والهرمونية التي تزيد من احتياجات الجسم الغذائية، لذا، تبرز أهمية التغذية السليمة لضمان سير الحمل بشكل طبيعي دون مضاعفات، مما يساهم في الحفاظ على صحة الجنين.

أولًا: الاحتياجات الغذائية للحامل

يجب على الحامل أن تتبع نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا يتضمن جميع العناصر الغذائية الضرورية.

1- الطاقة (Energy)

تحتاج الحامل في الأشهر الأولى إلى 150 سعرًا حراريًا إضافيًا يوميًا، بالإضافة إلى التوصيات المقررة للمرأة البالغة العادية (في الثلث الأول من الحمل)، وقد لا تحتاج إلى زيادة كبيرة في هذه الفترة نظرًا لأن التغيرات الفسيولوجية تكون غير ملحوظة ونمو الجنين يكون بطيئًا.

أما في الثلثين الثاني والثالث، فإن الحامل تحتاج إلى إضافة ما بين 300 إلى 350 سعرًا حراريًا يوميًا، بالإضافة إلى التوصيات الخاصة بالمرأة العادية. يعود ذلك إلى زيادة احتياجات الطاقة الأساسية، والطاقة اللازمة لبناء الأنسجة، وزيادة وزن المشيمة، ونمو الجنين، وتعويض الطاقة المستنفدة أثناء الولادة.

بشكل عام، يُنصح بإضافة 300 سعر حراري يوميًا، بالإضافة إلى التوصيات الخاصة بالمرأة العادية، سواء في الأشهر الأولى أو الأخيرة من الحمل.


ملاحظات:

المرأة الحامل البدينة لا يُتبع لها أي نظام غذائي خاص وتُعامل معاملة المرأة العادية، أي لا تقوم بعمل رجيم.
• المرأة الحامل النحيفة لا بد أن تصل أولًا إلى الوزن الطبيعي ثم تُعامل كأي امرأة حامل ويُضاف لها تجاوزًا 500 سعر حراري/اليوم + التوصيات للمرأة العادية، ومن هنا يتضح لنا أن وزن الحامل يزيد ما بين 12 إلى 13 كيلوجرامًا طوال فترة الحمل نتيجة نمو المشيمة وزيادة المخزون من الطاقة.

2- البروتين (Proteins)

تحتاج المرأة الحامل إلى إضافة 30 جرامًا يوميًا بالإضافة إلى احتياجاتها العادية التي تبلغ 1 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم. هذه الزيادة تساعد في تقليل ومنع تراكم السوائل في الأنسجة، خاصة في الساقين والأرجل. يُفضل تناول البروتين الحيواني عالي القيمة البيولوجية مثل الألبان واللحوم والبيض، وذلك لدعم عمليات نمو وبناء الأنسجة لكل من الجنين والمشيمة، بالإضافة إلى مواجهة الزيادة في حجم الدم وتعويض الدم الذي قد يُفقد أثناء الولادة، كما أن هذه الاحتياجات تساهم في الحفاظ على صحة الأم وتهيئتها للرضاعة الطبيعية بعد الولادة.

أما بالنسبة للحامل المراهقة، فهي تحتاج إلى 1.5 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم بالإضافة إلى 30 جرامًا يوميًا.


3- الفيتامينات (Vitamins)

تزيد احتياجات الفيتامينات في فترة الحمل، أهمها:
• فيتامين A: اللازم لنمو وبناء جميع أنسجة الحامل والجنين.
• فيتامين D: اللازم لتحسين امتصاص الكالسيوم ودخوله في تكوين البروتين اللازم لنقل الكالسيوم وترسيبه في العظام سواء للحامل أو الجنين.

• فيتامين K: الذي يحمي من النزيف أثناء الولادة.
• فيتامين C: اللازم للمساعدة على امتصاص الحديد من الأمعاء فيقي من نقص الحديد ويحمي من نزيف اللثة الشائع بين الحوامل.
• الفولات (Folacin): حيث إنه يلزم لتكوين الأحماض الأمينية RNA و DNA. وعادةً ما تصاب به الحوامل نظرًا لزيادة كمية الدم بمقدار الضعف مع عدم الاهتمام بزيادة المتناول من هذا الفيتامين فتصاب بفقر الدم. لذلك يُنصح بتناول الفيتامين على صورة أقراص دوائية (يحددها الطبيب).
• مجموعة فيتامينات B المركب (Vit.B.Complex): تلزم لعملية التمثيل القاعدي خاصة لزيادة الاحتياجات من الطاقة.

4- أما المعادن (Minerals) أهمها

• الكالسيوم: تزداد حاجة المرأة الحامل للكالسيوم بمعدل يقارب الضعف، وفي حال عدم كفاية الكالسيوم في الدم من مصادر الغذاء، يتم سحبه من عظام الأم، مما قد يؤدي إلى ضعف وهشاشة العظام لديها.

• الحديد: تزداد الحاجة إليه بسبب زيادة حجم الدم وعدد كريات الدم الحمراء، وذلك لحماية الأم من فقر الدم ومضاعفاته، ولتكوين مخزون كافٍ من الحديد في كبد الطفل يكفيه لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر بعد الولادة. يُنصح بإدخال الأغذية التكميلية في هذا السياق، حيث إن حليب الأم فقير في الحديد. لذلك، يُفضل أن تتناول الأم الحامل أقراص الحديد طوال فترة الحمل تحت إشراف الطبيب.

• الزنك: ضروري لصحة الجنين ودخوله ضمن هرمون الإنسولين اللازم لضبط مستوى سكر الدم، وكذلك جهاز المناعة الخاص بالأم والجنين.
• اليود: وهو ضروري لحماية الحامل من الإصابة بتضخم الغدة الدرقية (Goiter)، حيث يدخل في تكوين هرمون الثيروكسين (Thyroxin).


أهم مشاكل الحامل الغذائية

1- القيء والغثيان: من أهم ما يميز المرحلة الأولى من الحمل وقد تزيد حدته حيث يقل الوزن وتتعرض الحامل للجفاف. لذلك يُراعى ما يلي:
- تناول شرائح الخبز الجاف أو البسكويت قبل النهوض من الفراش لمدة 10 إلى 15 دقيقة.
- شرب السوائل بين الوجبات وليس مع الوجبة.
- تناول وجبات صغيرة على فترات متقاربة.
- الإقلال من تناول الأطعمة ذات الروائح القوية مثل البصل، الكرنب، الفجل، وكذلك الأطعمة الدسمة والمقلية والتوابل الحريفة ومنها القرفة لما تسببه من غازات في الأمعاء.
- الغذاء الأمثل لعلاج القيء يكون غنيًا في الكربوهيدرات وفقيرًا في الدهون.

2- الإمساك: عادة ما تشكو منه الحامل في المرحلة الأخيرة لزيادة حجم الجنين وضغطه على الجهاز الهضمي، ويمكن أن يحدث نتيجة تناول أقراص الحديد. والعلاج الغذائي يُراعى فيه الإكثار من تناول الخضروات والفواكه لغناها بالألياف التي تعمل كملين طبيعي، وكذلك الخبز البلدي والإكثار من السوائل خاصة الماء، وكثرة الحركة وعدم الخمول.

3- الشعور بالحموضة وحرقة المعدة: بسبب إفراز حمض HCl بالمعدة ونقص إفرازات الأمعاء مما يسبب بقاء الطعام لفترة أطول في الأمعاء فتشعر الحامل بالحموضة، وكذلك يعمل هرمون البروجستيرون على زيادة إفرازات أحماض المعدة فيدخل جزء من الحامض إلى فتحة المريء على شكل ارتجاع. ولتفادي هذه الأعراض:
- الابتعاد عن التوابل خاصة الحريفة، وتناول الوجبات الصغيرة على فترات متقاربة.
- عدم النوم بعد تناول الطعام والاهتمام بوجبة قبل النوم وبعد الاستيقاظ.
- تناول ملعقة من القشطة قبل تناول الطعام حيث تمنع حرقة المعدة.

4- الوذمة (Edema): وعادة ما تظهر في الثلث الأخير من الحمل وقد تحدد كمية الصوديوم حسب إرشادات الطبيب.
5- سكر الحمل: حيث يتعارض عمل هرمونات المشيمة مع هرمونات الأنسولين وهذا هو السبب الرئيسي لحدوث سكر الحمل، وهو حالة مؤقتة قد تتطلب تنظيم السكريات أو تناول أقراص الأنسولين على حسب إرشاد الطبيب.

التوصيات الغذائية للحامل

1- تجنب التدخين حيث يقلل الدم الواصل للجنين ومن ثم حصوله على العناصر الغذائية.
2- تجنب الكحوليات لأنها تؤثر على حصول أنسجة الجنين من الجلوكوز خاصة أنسجة المخ، وكذلك مجموعة فيتامينات ب المركب اللازم للجهاز العصبي المركزي.
3- تجنب ممارسة نظام غذائي لنقص الوزن حيث ظهور حالة الحماض الكيتوني (Ketosis) وحرمان المخ من الجلوكوز مما يسبب تشوهًا خلقيًا للجنين.
4- تناول من 3 إلى 4 حصص من الألبان يوميًا (240 جم لبن حليب = 120 جم لبن زبادي = 60 جم من الجبن الأبيض أو القريش = 30 جم جبن جاف).
5- الاهتمام بالألياف والخضروات والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة والخبز البلدي.
6- تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية والحلويات والمياه الغازية حيث تتحول إلى سموم بالجسم.
7- الاهتمام بمصادر الحديد وحمض الفوليك في صورة أقراص بجانب الغذاء.
8- حالات مرضى ضغط الدم من الحامل أو المرضع: يجب فيهن الامتناع عن الملح والدهون المشبعة والمشروبات الكحولية والمنبهات وتناول الفاكهة والسوائل الطبيعية والبعد عن الانفعال ومراقبة ضغط الدم والمتابعة مع الطبيب.
9- حالات مرضى السكر من الحامل أو المرضع: تعالج بالحقن بالأنسولين واتباع نظام غذائي خاص حسب نسبة السكر في الدم التي تحدد كمية ونوع الطعام.

د/ داليا محمد عبدالله حسن
باحث بقسم الأغذية الخاصة والتغذية - معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة