أ
أ
في ظل التساؤلات المتزايدة عقب الفيديوهات المنتشرة من روسيا، يوضح الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، مفهوم التسونامي ويجيب على التساؤل الهام حول مدى تعرض مصر والمنطقة العربية لهذه الظاهرة.
ماذا حدث في روسيا وما هو التسونامي؟
يشير الدكتور فهيم إلى أن ما حدث قبل أيام في شبه جزيرة كامتشاتكا بأقصى شرق روسيا كان زلزالًا ضخمًا بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر. هذه القوة ليست بسيطة، بل تعد من أقوى الزلازل التي ضربت المنطقة منذ عام 1952. كان الزلزال قريبًا من سطح الأرض وتحت البحر، وهو ما أدى إلى تكون أمواج تسونامي عنيفة بلغ ارتفاعها في بعض المناطق أكثر من 5 أمتار، مما تسبب في غرق أجزاء من الموانئ والمصانع، وتسجيل إصابات وانهيارات.
لم يقتصر التأثير على روسيا فحسب، بل امتد ليشمل تحذيرات رسمية لليابان، هاواي، وتشيلي من احتمال وصول التسونامي، مما استدعى عمليات إخلاء واسعة وإغلاق للمطارات، وتوجه السكان إلى المناطق المرتفعة.
يوضح الدكتور فهيم أن التسونامي ليس مجرد موجة عادية، بل هو موجات ضخمة جدًا تتكون نتيجة لتحرك مفاجئ لقاع البحر بسبب زلزال تحت الماء، أو انفجار بركاني، أو انهيار أرضي. هذا التحرك يدفع كميات هائلة من المياه بسرعة عالية قد تصل إلى 800 كم/ساعة، وتزداد قوتها وتأثيرها المدمر عندما تصل إلى السواحل.
هل مصر والمنطقة العربية مهددة بالتسونامي؟
طمأن الدكتور فهيم بأن مصر والمنطقة العربية لا تقعان في قلب "حزام النار" الذي يشهد نشاطًا زلزاليًا قويًا ومستمرًا كما هو الحال في اليابان وروسيا.ومع ذلك، أشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط يشهد نشاطًا زلزاليًا محدودًا، خاصة في شرق المتوسط (منطقة قبرص وتركيا). وبالفعل، سجل التاريخ حدوث تسوناميات بسيطة في هذه المنطقة، لكنها كانت ضعيفة وتأثيرها محدود.

يخلص الدكتور فهيم إلى أن احتمال حدوث تسونامي في مصر والمنطقة العربية موجود، لكنه نادر وليس بنفس القوة أو الخطورة التي تحدث في المحيط الهادئ.
نصائح هامة للتوعية:
يؤكد الدكتور فهيم أن التسونامي ظاهرة طبيعية وليست "مؤامرة" أو "سلاحًا سريًا". وما حدث في روسيا هو نتيجة لزلزال حقيقي تم رصده بأجهزة علمية، وتعاملت معه السلطات هناك من خلال أنظمة إنذار مبكر قوية.ينصح الدكتور فهيم الجمهور بعدم الانسياق وراء الفيديوهات التي تبالغ أو تروج للخرافات، والاعتماد دائمًا على المصادر الرسمية الموثوقة مثل هيئات الأرصاد، مراكز الزلازل، أو الجهات البحثية. فـ"العلم هو الذي يحمي، لا الخوف.
وختامًا، يدعو الدكتور فهيم إلى نشر الوعي بهذه المعلومات لتمكين الناس من الفهم والاطمئنان بناءً على الحقائق العلمية.
دكتور محمد فهيم
رئيس مركز معلومات تغير المناخ