تتجه أنظار الأسواق العالمية مساء اليوم الأربعاء إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وما سيسفر عنه من قرار بشأن أسعار الفائدة. وتشير معظم التوقعات إلى خفض بمقدار 25 نقطة أساس، فيما يرى بعض المحللين أن الاحتمال قائم لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس.
المتعاملون في الأسواق يترقبون أيضًا تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول عقب الإعلان، باعتبارها مفتاحًا لفهم توجهات السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
وشهدت تعاملات الثلاثاء حالة من الحذر والترقب؛ حيث تراجعت الأسهم الأميركية بشكل طفيف، فانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.13%، لكنه حافظ على الإغلاق فوق مستوى 6600 نقطة الذي كسره مطلع الأسبوع، بل وحقق مستوى قياسيًا خلال الجلسة قبل التراجع. هذا الأداء يعكس إحجام المستثمرين عن اتخاذ قرارات كبيرة قبل وضوح موقف الفيدرالي.
الأسواق تركز أيضًا على ما إذا كان النقاش داخل المجلس قد تطرق بالفعل إلى خفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس، في وقت يواصل فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطه من أجل خفض أكثر حدة، وهو ما يثير الجدل حول استقلالية السياسة النقدية الأميركية.
ويرى محللون أن خفض الفائدة 25 نقطة أساس سيكون بمثابة إشارة لتوجه مرن نحو التيسير، بينما قد يمنح الخفض بمقدار 50 نقطة أساس مساحة لباول لاتخاذ موقف أكثر تشددًا لاحقًا. كذلك يترقب المستثمرون حجم الأصوات المؤيدة والمعارضة داخل المجلس، وما إذا كانت التوقعات تشير إلى خفض إضافي واحد أو أكثر خلال العام.
ويُنتظر أن يسهم أي خفض للفائدة في تحفيز النشاط الاقتصادي، خاصة بعد البيانات السلبية الأخيرة عن سوق العمل، بالتوازي مع استمرار ارتفاع التضخم بعيدًا عن مستهدف الفيدرالي عند 2%.
أما في أسواق العملات، فقد واصل الدولار الأميركي تراجعه أمام سلة من العملات، ليصل إلى أدنى مستوياته أمام اليورو منذ 4 سنوات، في انعكاس مباشر لحالة القلق من مسار السياسة النقدية المقبلة.
