قال الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن شخصية النبي صلى الله عليه وسلم بما تحمله من عظمة وثراء علمي وروحي كان لها أثر بالغ في تكوين الصحابة وفي بناء الحضارة الإسلامية.
وأكد خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان المعلم الأول والأكرم، الذي تنوعت أساليبه التربوية وطرق الوصول إلى القلوب، فكان الصحابة يتعلمون منه في كل صغيرة وكبيرة، ويعودون إليه في شؤون حياتهم، حتى صاروا صفوة الأمة ووزراءه وأنصاره.
وأوضح أن الصحابة رضوان الله عليهم نهلوا من معين النبي صلى الله عليه وسلم فصاروا أفذاذاً في كل العلوم، وضرب أمثلة بسيدنا عبد الله بن عباس الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بأن يفقهه الله في الدين ويعلمه التأويل، فأصبح حبر الأمة وترجمان القرآن.
كما أشار إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم التي شرب فيها قدحاً من اللبن – رمز العلم – ثم ناول فضله لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مما يدل على مكانته العلمية.
وأضاف أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت من أعظم العلماء، إذ روت أكثر من ألفي حديث، وكان الصحابة يرجعون إليها في الفقه والطب والأدب والشعر، حتى صارت موسوعة علمية في عصرها.
وأكد أن الأمة الإسلامية تلقت هذا العلم عن الصحابة وبنت عليه حضارة مزدهرة امتدت من الأندلس إلى بغداد، وأسست الجامعات مثل القرويين في المغرب والأزهر الشريف، وأسهمت في العلوم التطبيقية كالطب والفلك والهندسة، وكانت أساس النهضة الأوروبية الحديثة.
وأكد أن هذه الحضارة قامت على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي فتح القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، داعياً المسلمين اليوم إلى استلهام هذا النموذج الحضاري لنشر الوسطية وبناء مستقبل الأمة على العلم والرحمة.