قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إن وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم تمثل خسارة فادحة للأزهر الشريف وللأمة الإسلامية والعربية جمعاء، مشيرًا إلى أن الفقيد كان من كبار علماء الحديث، وواحدًا من القامات العلمية والدعوية التي أثرت الحياة الدينية والفكرية لعقود.
وأوضح داوود، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الدكتور أحمد عمر هاشم كان "لسان صدق"، وواحدًا من أبرز المدافعين عن الإسلام بعلمه وقلمه وفكره، وأنه رحمه الله نبغ في علم الحديث بشكل مبهر، واشتهر بشرحه الوافي لصحيح الإمام البخاري، وكان من أكثر العلماء قربًا لعامة الناس وخاصتهم على السواء.
وتابع قائلًا: "من لا يعرف الدكتور أحمد عمر هاشم؟ لقد تربينا منذ الصغر على صوته في إذاعة القرآن الكريم، وتحديدًا في برنامج حديث الصباح، حيث كان يشرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم بلغة مبسطة وعميقة، وقد تزامن برنامجه مع خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي في التفسير، فكانا معًا مائدة علمية وروحية صباحية أثرت أجيالًا كاملة في العالم الإسلامي."
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن للفقيد جانبًا إنسانيًا عظيمًا، مشيرًا إلى مشاركته في لجنة موسوعة جامعة الأزهر للحديث النبوي الشريف، وهي مشروع علمي كبير يهدف إلى جمع الأحاديث الصحيحة سندًا ومتنًا في موسوعة علمية موثقة. وقال: "قبل وفاته، أصر الدكتور أحمد عمر هاشم على أن يكتب مقدمة هذه الموسوعة بنفسه، وكانت مقدمة وافية جامعة، ونحن الآن قد تجاوزنا فيها 8 آلاف حديث صحيح."
وأكد داوود أن المشهد الجنائزي للراحل كان مهيبًا، حيث شهد الجامع الأزهر حضورًا حاشدًا ضم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ووزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، وعددًا كبيرًا من كبار علماء الأزهر وطلابه، إضافة إلى آلاف الطلاب الوافدين من أكثر من 100 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن الإمام الأكبر أصر على حضور الجنازة رغم الزحام الشديد، موضحا: "لقد كنا مشفقين على فضيلته من كثافة الحشود التي حضرت لتشييع الدكتور أحمد عمر هاشم، لكنها شهادة عظيمة لهذا الرجل، ودليل على مكانته في قلوب الناس."
وتابع: "هكذا يرحل علماء الأزهر، محاطين بطلابهم ومحبيهم، ممن جلسوا على موائد علمهم وتربوا على أيديهم. الدكتور أحمد عمر هاشم لم يكن مجرد أستاذ أو خطيب، بل كان مربّيًا، ومحبًا لطلاب العلم، ومخلصًا في رسالته. رحل جسدًا، لكنه باقٍ بما قدمه من علم وخير. فالناس موتى وأهل العلم أحياء، والعلماء العاملون بعلمهم باقون ما بقيت السماء."