الجمعة، 24 ذو الحجة 1446 ، 20 يونيو 2025

باحث مصري يفك شفرة سلوك الأغنام.. مفاجآت علمية تغير قواعد اللعبة لمربي الثروة الحيوانية

اغنام الاغنام
اغنام
أ أ
techno seeds
techno seeds
في إطار الأبحاث الرامية إلى تحسين الإنتاج الحيواني في ظل التحديات المناخية، حصل الباحث أسامة محمد غريب الجزار على درجة الماجستير في الإنتاج الحيواني من كلية الزراعة بجامعة المنوفية، عن أطروحته المعنونة "دراسة بعض المظاهر السلوكية والفسيولوجية في الأغنام", كشفت الدراسة، التي اشتملت على تجربتين منفصلتين، عن تأثير العوامل الموسمية وعملية جز الصوف على السلوك الجنسي وخصائص السائل المنوي، بالإضافة إلى المؤشرات الفسيولوجية لكباش الأغنام من سلالات الأوسيمي، الكيوس، والرومانوف.


التجربة الأولى: تأثير الموسم على السلوك الجنسي والسائل المنوي

هدفت التجربة الأولى إلى دراسة الاختلافات الموسمية في السلوك الجنسي والصفات الطبيعية للسائل المنوي وحجم محيط الخصية، شتاءً وصيفًا، في كباش الأوسيمي، الكيوس، والرومانوف, تم تدريب الكباش على الوثب وجمع السائل المنوي، وسُجلت مظاهر السلوك الجنسي (وقت الاقتراب، أول محاولة وثب، أول وثبة ناجحة، أول جماع حقيقي، عدد محاولات الوثب، عدد الوثبات الناجحة) مرتين أسبوعيًا لمدة تزيد عن شهرين في الشتاء (ديسمبر-يناير) والصيف (يونيو-يوليو), كما قُدرت صفات السائل المنوي (الحجم، الحركة الكلية والتقدمية، نسبة الحيوانات المنوية الحية والشاذة، التركيز، درجة الحموضة)، وحُسبت معاملات الارتباط بين الصفات.

أبرز النتائج:

تأثير العوامل: أثر نوع الكباش، ترتيب القذفة، والموسم (باستثناء عدد محاولات الوثب والوثبات الناجحة) معنويًا على مظاهر السلوك الجنسي وخصائص السائل المنوي (حجم القذفة، التركيز، عدد الحيوانات المنوية بالقذفة، الحركة التقدمية، نسبة الحية، درجة الحموضة).

أداء السلالات: أظهرت كباش الرومانوف أقصر مدة لأداء السلوكيات الجنسية شتاءً مقارنة بالأوسيمي والكيوس, صيفًا، لم تكن هناك فروق معنوية بين الأوسيمي والرومانوف, أما عدد محاولات الوثب والوثبات الناجحة، فكانت الأعلى في الأوسيمي شتاءً والكيوس صيفًا.

تأثير القذفة: سجلت الكباش وقتًا أقصر لأداء السلوكيات الجنسية عند القذفة الثانية مقارنة بالأولى.

خصائص السائل المنوي: سجلت كباش الكيوس صيفًا وشتاءً أكبر حجم للقذفة وأعلى تركيز للحيوانات المنوية، بينما سجل الرومانوف أدنى القيم, كان عدد الحيوانات المنوية وحجم القذفة منخفضًا في الشتاء عن الصيف، والعكس صحيح لتركيز الحيوانات المنوية.

حجم الخصية: أظهرت كباش الكيوس أصغر حجم ومحيط للخصية، بينما أظهر الرومانوف أعلى مقاييس، وهو ما توافق مع تركيز الحيوانات المنوية.

العلاقات الارتباطية: وُجد ارتباط موجب ومعنوي بين حجم القذفة وعدد محاولات الوثب، ووقت أول وثبة ناجحة ووقت الجماع.


التجربة الثانية: تأثير جز الصوف على النواحي الفسيولوجية

أُجريت التجربة الثانية لدراسة تأثير عملية الجز في الربيع والخريف على بعض النواحي الفسيولوجية, بدأت جزة الربيع في 11 أبريل (6 كباش: 3 أوسيمي، 3 رومانوف)، وجزة الخريف في 11 أكتوبر (10 كباش: 3 أوسيمي، 3 كيوس، 4 رومانوف), تضمنت الدراسة قياس درجة حرارة سطح الغطاء الصوفي، الجلد، المستقيم، ومعدل التنفس والنبض، وذلك لمدة 3 أسابيع قبل الجز و4 أسابيع بعد الجز، مع قياسات يومية أو مرتين أسبوعيًا، وتغيرات نهارية (8 صباحًا، 2 ظهرًا، 8 مساءً).

أهم النتائج:

تأثير العوامل: أثر نوع الكباش، عملية الجز، والوقت من اليوم معنويًا على درجة حرارة الجلد والمستقيم، ومعدل التنفس والنبض خلال الخريف, في الربيع، لم يكن تأثير النوع على درجة حرارة الجلد ومعدل التنفس، وتأثير الجز على درجة حرارة المستقيم معنويًا.

درجات الحرارة: سجلت الكباش أعلى درجة حرارة في منتصف اليوم وأقلها صباحًا, كانت التغيرات اليومية في درجة حرارة المستقيم متوافقة مع التغيرات في درجة حرارة الجو.

تأثير الجز: أثر الجز معنويًا على درجة حرارة المستقيم في الخريف (أكثر وضوحًا في الكيوس)، وغير معنوي في الربيع, كانت درجة حرارة المستقيم في الحيوانات المجزوزة أعلى في الربيع عنها في الخريف.

معدلات التنفس والنبض: ارتفع معدل التنفس معنويًا في كباش الأوسيمي والرومانوف قبل الجز في الخريف مقارنة بالربيع, تأثر معدل النبض معنويًا بالنوع، وكان أعلى في الأوسيمي عن الرومانوف، وفي الكيوس (خريفًا) كان أعلى من النوعين الآخرين.


توصيات واستنتاجات هامة
بناءً على نتائج الدراستين، خلص الباحث إلى توصيات واستنتاجات حيوية لمربي الأغنام:

التأقلم مع الحرارة: تُعد كباش الأوسيمي الأكثر تأقلمًا مع درجات الحرارة المرتفعة، تليها كباش الكيوس، ثم الرومانوف (بسبب اختلاف المنشأ المناخي).

أداء الشتاء: في أشهر الشتاء، كان الرومانوف متميزًا في مظاهر السلوك الجنسي (أقل وقت للاقتراب، أقل محاولات وثب ووثبات ناجحة)، يليه الكيوس ثم الأوسيمي، مما قد يرجع إلى اختلافات وراثية في نشاط الهرمونات الجنسية.

جودة السائل المنوي: تميزت كباش الكيوس بصفات سائل منوي أفضل مقارنة بالأوسيمي والرومانوف، وهو ما قد يعود إلى اختلاف حجم الخصية ونشاط الأنسجة والغدد الجنسية المساعدة.

إمكانية التربية: يمكن تربية سلالتي الأوسيمي والكيوس بنجاح تحت الظروف المصرية، مع ضرورة توفير الحماية الكافية لهما من تأثير الإجهاد الحراري لضمان استمرارية الإنتاج وفعالية التكاثر.

تُقدم هذه الدراسة رؤى قيمة للمربين والباحثين حول كيفية إدارة القطعان وتحسين أدائها التناسلي والفسيولوجي في مواجهة التغيرات المناخية، مما يساهم في دعم صناعة الأغنام في مصر.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة