تواجه تربية الماشية في مصر عددًا من التحديات الكبرى، من أبرزها غياب المراعي الطبيعية، وهو ما يدفع المربين للاعتماد على التربية المغلقة، الأمر الذي يزيد من الضغط بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وانتشار بعض الأمراض، سواء الوبائية أو التناسلية. وللتغلب على هذه التحديات وتحقيق أفضل النتائج، هناك مجموعة من النقاط الأساسية التي يجب على المربين مراعاتها.

أولًا، تنظيم التناسل

يُعد من العوامل الحاسمة في نجاح مشروع تربية الماشية، إذ يُفضل أن تكون الفترة بين كل ولادة وأخرى حوالي 12 إلى 13 شهرًا، لضمان تحقيق أعلى إنتاجية من الألبان وتحسين الربحية.

تبدأ هذه الدورة بحمل مدته حوالي 9 أشهر، يتبعه ما يُعرف بفترة الانتظار الطوعي، والتي تُستخدم لإعادة تأهيل الرحم واستعادة جاهزيته، وهي فترة مهمة يجب إدارتها بعناية لتقليل المدة غير الإنتاجية للأنثى.

ثانيًا، اختيار طريقة التلقيح المناسبة

من العوامل المؤثرة على الصحة العامة والإنتاج. التلقيح الطبيعي قد يُعرّض القطيع لخطر الإصابة بالأمراض التناسلية إذا لم تتم مراقبة الطلوقة (الذكور المستخدمة في التلقيح) بشكل دقيق.

كما أن قدرته محدودة ولا يستطيع إجراء أكثر من 200 تلقيحة فعّالة سنويًا. في المقابل، التلقيح الصناعي يُعد أكثر أمانًا وكفاءة، إذ يسمح باستخدام عينات محسّنة ومجربة من السائل المنوي، ويقلل من انتقال الأمراض ويزيد من فرص النجاح في الحمل.

ثالثًا، يجب توفير بيئة صحية ونظيفة

لتربية الماشية، وخاصة الفصال (العجول الصغيرة). من المهم أن تُجهز أماكن الإيواء بأرضيات مطاطية تساعد على النظافة وسهولة التعقيم، مع عزل كل عجل في مساحة خاصة، ما يساهم في تقليل فرص العدوى والأمراض، خصوصًا التنفسية والإسهال التي تُعد من أبرز أسباب النفوق في هذه المرحلة.

رابعًا، التغذية الجيدة

عنصر لا غنى عنه، وخصوصًا في الساعات الأولى من عمر العجل. يجب إعطاءه السرسوب – وهو الحليب الأول من الأم – خلال أول ساعتين إلى أربع ساعات بعد الولادة، لأنه يحتوي على أجسام مناعية ضرورية لحمايته من الأمراض. التأخر عن هذا التوقيت، خاصة بعد 36 ساعة، يفقد العجل قدرته على امتصاص هذه الأجسام المفيدة.

أخيرًا، لا يقل التدريب والمتابعة البيطرية أهمية عن باقي العناصر. من الضروري تدريب العاملين في المزرعة على طرق الرعاية الحديثة وأساليب التلقيح ومتابعة الحالة الصحية للقطيع. كما يُنصح بالتعاون المستمر مع الوحدات البيطرية القريبة والاستفادة من برامج التحصين والإرشاد البيطري، لتقليل نسب الخطأ والخسائر.

من خلال الالتزام بهذه التوصيات، يمكن للمربين تحسين إنتاجية ماشيتهم، وتقليل نسب النفوق، وتحقيق عائد اقتصادي أفضل لمشروعاتهم.