في ظل تزايد الطلب على الدجاج والبيض، وتطلع الكثيرين نحو الاستقلال المالي، تُعد تربية الدواجن مشروعًا واعدًا يكتسب شعبية متزايدة, لكن النجاح في هذا المجال يتطلب تخطيطًا دقيقًا وفهمًا عميقًا للعوامل المؤثرة, فمع أن بيض الدجاج يُعد مصدرًا غنيًا بالبروتين وصحيًا كبديل للحوم الحمراء، إلا أن تحقيق الربحية في هذا القطاع يعتمد على استراتيجيات محددة.

عوامل النجاح في تربية الدواجن
يشير الخبراء إلى أن ثلاثة عوامل أساسية تُسهم في جعل مشروع تربية الدواجن مربحًا:

الطلب المستمر على الغذاء: تُعد الطيور الداجنة مصدرًا رئيسيًا للبروتين واللحوم البيضاء، التي يزداد الطلب عليها عالميًا مع تزايد الوعي الصحي.

كفاءة الإنتاج: القدرة على إنتاج كميات كبيرة من البيض واللحوم بكفاءة عالية.

الاستدامة السوقية: القدرة على تسويق المنتجات بفعالية وضمان استمرارية الطلب.

أسرار تحقيق أقصى استفادة من مشروع الدواجن
لتحقيق النجاح الأمثل، يجب على المربين التركيز على ثلاثة محاور رئيسية:
1. توفير مأوى مناسب وصحي للطيور

يُعد نظام المأوى عنصرًا حاسمًا يُحدد ما يصل إلى 40% من نسبة نجاح المشروع, من أبرز أنظمة المأوى الشائعة:
النظام الموسع وشبه المكثف: يجمعان بين الحظيرة وساحات خارجية للطيور.

النظام المكثف: يشمل الفرشة العميقة، الأرضية السلكية، وأقفاص البطاريات, يُعد نظام أقفاص البطارية الأكثر فعالية لإنتاج البيض بكميات كبيرة، رغم ارتفاع تكلفة إنشائه وصيانته, أما نظام الفرشة العميقة فيُستخدم بكثرة للمساحات الكبيرة ويسهل إدارة القطعان، لكنه يتطلب عناية للتحكم في الأمراض.

يجب تصميم حظائر الدواجن بزاوية مُحددة لتستفيد من ضوء الشمس وتيارات الرياح، لضمان بيئة صحية ومريحة للطيور.

2. وضع استراتيجية تسويق فعالة
لضمان بيع المنتجات وتحقيق الأرباح، يجب التخطيط للتسويق مسبقًا:

للدجاج اللاحم: يجب حصاد الدجاج في الوزن والتوقيت الأمثل, على المزارعين المستقلين دراسة الأسواق البديلة وإبرام اتفاقيات تسويقية مع الفنادق، المطاعم، الكافيتريات، والمتاجر المحلية, يُنصح بحساب السعر الأكثر ربحية، مع مراعاة تفضيلات المستهلكين لأوزان معينة (مثل 1.3 إلى 1.5 كجم للوزن الحي).

لبيض المائدة: يجب دراسة السوق قبل الاستثمار, يمكن إقامة خطط تسويقية مع المتاجر المحلية، الفنادق، المخابز، ومحلات البقالة لضمان انتظام الطلب, يُفضل بيع البيض المُصنف والنظيف، مع التركيز على طرق التنظيف الجاف أو الرطب لتقليل التلف.

3. التخطيط الجيد والاجتهاد

يُعد مشروع تربية الدواجن مربحًا للغاية إذا أُدير بشكل صحيح، وفقًا لمبادئ تشغيلية محددة. يشدد الخبراء على أن النجاح لا يأتي بالكسل، بل يتطلب جهدًا كبيرًا والتزامًا.

للمبتدئين: يُنصح بالبدء بعدد قليل من الكتاكيت بعمر يوم واحد، حوالي 300 كتكوت، خاصة إذا كان الهدف هو إنتاج البيض, تستغرق الطيور ما يقرب من 18 إلى 20 أسبوعًا (حوالي 5 أشهر) قبل أن تبدأ في وضع البيض، مما يتطلب رعاية واهتمامًا مستمرين خلال هذه الفترة.

الاستثمار في المعرفة والتخطيط السليم هو مفتاح تحويل تربية الدواجن من مجرد هواية إلى مشروع تجاري ناجح ومستدام.