تحذر الأوساط البيطرية من خطورة مرضي الكوكسيديا والكلوستريديا، اللذين يمثلان تهديدًا حقيقيًا لمزارع الدواجن، لما يسببه كلاهما من خسائر صحية واقتصادية كبيرة، خاصة في حالة التأخر في اكتشاف الإصابة أو ضعف الإجراءات الوقائية.

الكوكسيديا.. الطفيل الخفي

الكوكسيديا مرض طفيلي يصيب أمعاء الدجاج، ويسببه طفيل يُدعى "الإيميريا". يتكاثر هذا الطفيل بسرعة داخل خلايا الأمعاء، مسببًا تدميرًا كبيرًا في نسيجها، مما يؤثر بشكل مباشر على امتصاص الغذاء.

أبرز أعراض الكوكسيديا:

إسهال دموي: من العلامات الواضحة، نتيجة تآكل جدار الأمعاء.

ضعف النمو والهزال: بسبب عدم استفادة الطائر من العلف.

انخفاض المناعة: ما يجعل الطيور عرضة لأمراض أخرى.

ارتفاع معدلات النفوق في الحالات الشديدة.

خسائر اقتصادية مباشرة نتيجة النفوق وقلة التحويل الغذائي.

تنتشر الكوكسيديا عادة في الأعمار الصغيرة، وتزيد معدلات الإصابة في وجود رطوبة عالية، سوء تهوية، أو فرشة مبلولة.

الكلوستريديا.. البكتيريا الانتهازية

الكلوستريديا نوع من البكتيريا الموجودة طبيعيًا في أمعاء الدواجن، لكنها تتحول إلى ضارة عند ضعف المناعة أو وجود إصابة سابقة،
مثل الكوكسيديا. تُعد هذه البكتيريا من أكثر مسببات التهاب الأمعاء النخري.

أبرز الأعراض:

التهاب الأمعاء النخري برائحة كريهة وتمزق في الأمعاء.

خمول وقلة حركة في الطيور.

ضعف في استهلاك العلف وضعف تحويله إلى لحم.

نفوق مفاجئ دون أعراض سابقة واضحة.

تظهر الكلوستريديا في مختلف الأعمار، ولكنها تزداد في حالات الإجهاد أو التغييرات المفاجئة في العلف.

طرق الوقاية والتعامل مع المرضين

أكد الأطباء البيطريون أن الوقاية هي الحل الأمثل لتفادي هذه الأمراض، وذلك من خلال اتباع نظام صارم من الإدارة الجيدة والصحة
الوقائية:

التنظيف والتطهير الجيد قبل دخول دفعات جديدة من الطيور.

التحكم في الرطوبة والتهوية لمنع تكون بيئة مناسبة للطفيليات.

الحفاظ على جفاف الفرشة ومعالجة أسباب البلل فورًا.

استخدام أعلاف عالية الجودة مع تجنب التغيير المفاجئ في التركيبة أو المورد.

التحصينات الدورية خاصة ضد الكوكسيديا.

إضافات علفية داعمة للأمعاء مثل البكتيريا النافعة.

الرصد اليومي لحالة الطيور والتدخل السريع عند اكتشاف أي أعراض.

ختامًا: الإدارة الجيدة خط الدفاع الأول

يتطلب التعامل مع أمراض مثل الكوكسيديا والكلوستريديا يقظة دائمة من المربين، فنجاح الدورة الإنتاجية لا يعتمد على الدواء فقط، بل على تكامل عناصر الرعاية الصحية والتغذية والنظافة والمتابعة المستمرة.