قال الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، إن طبيعة الإنسان أنه يتفاعل مع من هم من جنسه، ولا تستقيم حياته إلا حين تكون هناك صلة تجمعه بالآخرين من بني البشر.
واستدل أبو عمر، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، على ذلك بقصة سيدنا آدم عليه السلام حين خُلق في الجنة، فلما استوحش خلق الله له حواء لتكون له سكنًا.
وأضاف: "كما يقول ابن خلدون الإنسان مدني بطبعه، يحتاج دائمًا لمن يسنده ويقف بجواره ويسمعه ويكون قريبًا منه، وهذا هو جوهر معنى الاتحاد، أن نكون يدًا واحدة نُكمل بعضنا البعض".
وأوضح أن القرآن الكريم أصّل لهذا المبدأ في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا"، مشيرًا إلى أن هذه الآية جاءت عقب الحديث عن الخلاف الذي كان بين الأوس والخزرج، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأصلح بينهم، لأن المجتمع لا يستقيم إلا حين تكون بين أفراده لحمة واحدة.
وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم عبّر عن هذا المعنى في حديثه الشريف: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، وهذا التعبير لا يمكن أن تصفه فلسفة أو أدب، فالمجتمع جسد واحد، وصلاح الفرد صلاح للمجتمع بأكمله، ولا يستقيم إلا إذا كان الجميع يدًا واحدة".
