الخميس، 23 شوال 1445 ، 02 مايو 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتورة فاطمة على تكتب .. تناول الحبوب الكاملة لخفض نسبة السكر في الدم

فاطمة علي
الدكتورة فاطمة على أحمد
أ أ
عادة ما تكون بعض الأطعمة هي السبب وراء ارتفاع نسبة السكر في الدم,  وبالتالي يحتاج مرضى السكري لتناول وجبات صحية تركز على اختيار الأطعمة المصنفة من المتوسط للمنخفض على مؤشر السكر في الدم، ومن المعروف أن مؤشر السكر في الدم أو المؤشر الجلايسيمي (Glycemic Index) من 55 أو أقل يعد منخفضا، وتناول هذه الأطعمة لن يؤدي لارتفاع كبير في نسبة السكر بالدم.

في مقالنا الثالث اليوم عن أهم الأطعمة لمرضى السكرى، نستعرض كيف يمكن أن تؤدي إضافة الحبوب الكاملة مثل الشوفان والقمح الكامل وجنين القمح والكينوا والأرز والأرز البني والدخن إلى النظام الغذائي إلى خفض نسبة السكر في الدم بشكل كبير لأنها تعد مصادر كبيرة لعنصر المغنيسيوم.

فالحبوب المكررة غنية بالكربوهيدرات، بينما تحتوي الحبوب الكاملة على كميات أكبر من الألياف الغذائية القابلة للذوبان والمواد الكيميائية النباتية والتي يمكن أن تساعد في تنظيم سكر الدم, ونذكر منها ما يلى:

الشوفان:

يعتبر الشوفان مفيد جدا في علاج مرض السكرى ﻹحتواءه على اﻷلياف لأن تناول الألياف هام للحفاظ على نسبة عادية من السكر في الدم، وتناوله مرتين يوميا يعمل على خفض مستوى السكر في الدم بنسبة 30%. ويجمع خبراء التغذية في الوقت الحالي على أن غذاء مريض السكر يجب أن يعتمد إلى درجة كبيرة على تناول الحبوب باعتبارها أغنى أغذية بالألياف وبالرغم من أن الحبوب بها كمية كبيرة من النشويات إلا أنه لا خطر منها ﻷن وجود الألياف هو الجزء الذي لا يهضم من اﻷطعمة النباتية ويجعل امتصاص الجسم للجلوكوز الناتج منها بطيئاً بما يوافق ضعف إنتاج الجسم ﻟﻸنسولين للتعامل معه، علاوة على أن الألياف تزيد من مفعول الأنسولين وتخفض مستوى الكولسترول وتقلل نسبة الدهون في الدم وتقاوم الإمساك, ولكن هذا لا يعني الإفراط في تناوله، وذلك لأنه يحتوي على الكربوهيدرات أيضا، ولذلك ينصح بالحد من تناوله.


القمح الكامل:

يُعتبر القمح الكامل من أحد أنواع الحبوب التي تحتوي على قيمة غذائية عالية، ودقيق القمح الكامل هو عبارة عن طحن القمح الصلب المُحتوية على النخالة وجنين القمح وعناصر أخرى ذات أهمية كبيرة للجسم. وتتعدد فوائد القمح الكامل وبخاصة عند خبزه وتناوله حيث يمكن أن يقلل مستويات السكر في الدم، وذلك لأنه غني بالألياف التي تعمل على إبطاء عملية الهضم وبالتالي تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، فهو يعمل على التحكم في معدلات السكر في الدم، كذلك خفض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، ولهذا فإن القمح الكامل يُعد صديق جيد لمرضى السكرى.

كما يساهم الخبز الكامل من القمح على إنقاص الوزن الزائد لاحتوائه على الألياف التي تجعل الشخص يشعر بالشبع والامتلاء, ويُعتبر خبز القمح الكامل من أفضل ما يمكن استخدامه لمرضى السكر، لأنه يُعد غنياً بالكثير من الألياف الغذائية والفيتامينات مثل فيتامين ب 1، ب 2، ب 3. وكذلك الفولات والمغنيسيوم والسيلينيوم والحديد، مما يساعد على تنظيم مستويات سكر الدم لدى مرضى السكرى، كما يساعد على خفض فرص الإصابة بمرض السكري لا سيما السكري من النمط الثاني., كما يحتوي القمح الكامل أيضا على مواد غذائية أخرى قد يكون لها دور هام في تحسين مستويات سكر الدم، مثل: مركب البيتائين (Betaine) وقد يساعد على حماية الجسم من بعض الالتهابات المزمنة التي قد تلعب دورًا في تحفيز نشأة بعض الأمراض، مثل مرض السكري من النمط الثاني, كما يحتوى القمح كذلك على عنصر المغنيسيوم الذى يلعب دورًا هامًّا في إنتاج العديد من الأنزيمات في الجسم، وبعض هذه الأنزيمات له علاقة مباشرة بقدرة الجسم على إنتاج الجلوكوز والاستفادة من الأنسولين. 


جنين القمح: 

 يعتبر جنين القمح أو ما يعرف بنواة القمح أحد أكثر أجزاء القمح فائدة للصحة، حيث تعود فوائد جنين القمح الصحية لاحتوائه على العديد من العناصر والمركبات المفيدة للجسم، وأهمها الألياف الغذائية والمركبات المضادة للأكسدة (Antioxidants). كما يعد جنين القمح غنيًا بالحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والفيتامين E، ومختلف أنواع فيتامين B، بما فيها حمض الفوليك (Folic Acid)، وهو من المركبات التي قد تساعد على خفض مستويات الهوموسيستين (Homocysteine) في الجسم، والهوموسيستين هو مركب في الجسم قد يكون له علاقة بتحفيز نشأة بعض الأمراض، مثل: مرض السكري، وأمراض القلب. 

ومن فوائد تناول جنين القمح أيضًا مساهمته في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، ويعود ذلك لعدة أسباب، بما فيها: احتوائه على الألياف الغذائية التي يساعد تناولها على تنظيم مستويات السكر في الدم.

كما يحتوي جنين القمح على حمض ألفا لينولينيك، الذي يمكن أن يساهم في تقليل مقاومة الأنسولين. كما يعمل جنين القمح على خسارة الوزن بفعالية وبسرعة، يساعد في المحافظة على عملية الأيض. كما تساعد الألياف الموجودة في جنين القمح على امتلاء المعدة، وتمنح الإحساس بالشبع، مما يقلل من كمية الطعام المتناولة على مدار اليوم، وبالتالي يقل الوزن فبذلك يساهم جنين القمح في محاربة السمنة، ومكافحتها.

الكينوا:

تمتاز الكينوا بمحتواها الكبير من مضادات الأكسدة والمعادن الأساسية والبروتين والأحماض الدهنية غير المشبعة (Unsaturated Fatty Acids) والفيتامينات وهي خالية من الجلوتين وبالتالي تعد بديلا مثاليا للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين الذي نجده في القمح. وقد إشتهرت الكينوا بحمايتها للجسم من أمراض القلب والسكري، وبالحفاظ على وظيفة الأمعاء، بالإضافة إلى الشعور بالشّبع عند تناولها. تحتوي الكينوا على مؤشر نسبة السكر في الدم بحوالي 53 وهو ما يعني أن تناولها لن يؤدي لإرتفاع كبير في نسبة السكر بالدم، بجانب أنها تحتوي على البروتين  (15%) والألياف الغذائية التي تبطئ من عملية الهضم. كما إن الكينوا غنية بالأحماض الأمينية الأساسية (Essential Amino Acids) والضرورية لصنع البروتين، وهو ما يجعلها بروتينا كاملا وتستخدم بشكل أساسى لتكوين وإصلاح الأنسجة، وللمحافظة على الجلد والعضلات والعظام في حالٍة جيّدة، فضلاً عن تكوين الأنزيمات الهضميّة والهرمونات. كما أن معدل الألياف الغذائية في الكينوا أعلى بكثير  من محتوى الحبوب الأخرى، مما يعني أنها مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. وفيما يتعلق بالكربوهيدرات، وهي من الأمور الحيوية لتنظيم نسبة السكر في الدم، فإن الكوب الواحد من الكينوا المطبوخة يحتوي على حوالي 40 جرام من الكربوهيدرات وهي نسبة ضئيلة لكن كافية لإستهلاك مرضى السكري اليومي من الكربوهيدرات التي تمد الجسم بالطافة والنشاط. وبحسب احدى الدراسات العلمية فإن إتباع نظام غذائي يحتوى على الكينوا، يساعد في إدارة مرض السكري من النوع الثاني وكذلك إرتفاع ضغط الدم المرتبط به.

الأرز الأبيض: 

يعد الأرز الأبيض أحد الأطعمة عالية الكربوهيدرات، حيث إن له مؤشر جلايسيمي (Glycemic Index) مرتفع مساوي لحوالي 70 أو أكثر، ممّا يعني أن تناول الأرز الأبيض يرفع السكري بشكل كبير، كما أن قيمته الغذائية منخفضة لذا يفضل تجنب تناوله قدر الإمكان. في إحدى الدراسات توصل الباحثون إلى أن الأرز الأبيض يرفع من خطر الإصابة بمرض السكري على المدى البعيد، حيث وُجد أن الأشخاص الذين يتناولون ثلاث أو أربع حصص من الأرز الأبيض يوميًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكري بحوالي ضعفين مقارنة بمن يتناولون كميات أقل من الأرز الأبيض يوميًا. كما أظهرت نتائج دراسات أجريت مؤخرا أن تناول الأرز الأبيض لا علاقة له بإرتفاع مستوى السكر في الدم و بزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وتوصل خبراء إلى هذا الإستنتاج بعد دراسة مفصلة وتحليلية لحالات الإصابة بمرض السكري في بلدان آسيوية مختلفة، حيث يعد الأرز الأبيض مادة أساسية في النظام الغذائي اليومي لديهم.  

الأرز البني: 

يحتوى الأرز البني على الكربوهيدرات، لذا فإنه من الخيارات الجيدة والآمنة التي لا ترفع السكري بشكل عالي، كما يحتوي أيضا على نسبة عالية من الألياف، والفيتامينات، والعناصر الغذائية مقارنة بالأرز الأبيض قصير الحبة، حيث يحتوي كوب واحد من الأرز البني على 218 سعر حراري، بالإضافة إلى البروتينات، الكالسيوم، الحديد، المغنيسيوم، الفسفور، البوتاسيوم، الزنك و فيتامين ب المركب.  يعتبر الأرز البسمتي والأرز البني خياراً  غذائياً أفضل من أرز الحبة القصيرة وذلك لأنّها ذات قيمة غذائية أعلى ومؤشر جلايسمي أقل، حيث أن محتواهم من الألياف والفيتامينات أعلى من أرز الحبة القصيرة. أمّا عن المؤشر الجلايسمي فإنّه قيمته تكون أعلى من 70 لأرز الحبة القصيرة مقارنةً بالأرز البني أو البسمتي فهو عادةً ما يتراوح ما بين 56-69، لذلك فإنّ تناول الأرز البني أو الأرز البسمتي باعتدال يُعد خياراً أفضل لمرضى السكري، بحيث لا تتجاوز الكمية نصف كوب من الأرز المطبوخ. ولقد وجدت إحدى الدراسات أنّ خطر الإصابة بمرض السكري إزداد بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يستهلكون الأرز الأبيض بينما إنخفض الخطر في الأشخاص الذين إستهلكوا الأرز البني. جدير بالذكر أنّ مدة  وطريقة طهي الأرز  تؤثر بشكل ملحوظ على المؤشر الجلايسيمي للأرز حيث أنّ زيادة مدة الطهي تؤدي إلى زيادته. إضافةً إلى ذلك، تقليل الإضافات التي من شأنها أن تزيد من أثر الأرز السلبي كالزيوت والسمن والبهارات.

الدخن: 

يمكن لمرضى السكري تناول الدخن كجزءٍ من نظامٍ غذائي صحي ومتوازن، وذلك لأنّه من الكربوهيدرات المفيدة والصحية، إضافةً إلى كونه غنيّاً بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة، وخالياً من الجلوتين، ويمكن لمرضى السكري استشارة أخصائي التغذية لوضع خطة غذائية مناسبة لهم تتضمن الدخن في حال رغبوا باستخدامه. و عند مقارنة القيمة الغذائية للدخن بغيره من الحبوب؛ كالأرز، والقمح، والذرة؛ نجد أنّ الدخن يحتوي على كمياتٍ أكبر من بعض العناصر الغذائية المفيدة، حيث يحتوى على الألياف الغذائية، البروتين، الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. نظراً إلى أنّ الدخن يُعدّ غنيّاً بالألياف الغذائية؛ فهو يعد من الأطعمة التي تمتلك مؤشراً جلايسميّاً منخفضاً، وهذا يعني أنّه يقي من ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكلٍ كبيرٍ ومفاجئ بعد الوجبات، كما أنّ محتواه من البروتين قد يساهم في زيادة قدرة الإنسولين في الجسم على تحويل السكريات إلى طاقة يمكن الاستفادة منها.  

تعد الدراسات التي أُجريت حول تأثير الدخن في السيطرة على السكري قليلة وغير مؤكدة، فمعظمها أُجري على أشخاص معرضين للإصابة بالسكري وليس مصابين به، أو على أشخاص أصحاء لمعرفة تأثيره في مستويات سكر الدم لديهم، ولذلك يجب إجراء مزيدٍ من الدراسات لفهم تأثير الدخن في مرضى السكري بشكل أفضل.

الدكتورة فاطمة على أحمد
نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات
icon

الأكثر قراءة