الإثنين، 20 شوال 1445 ، 29 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور حمدى موافى يكتب .. البداية قصة لها ما قبلها و ما بعدها

حمدي موافي
الدكتور حمدي الموافي
أ أ
عام ٢٠٠٥ تم تسجيل أول صنف أرز هجين مصرى تحت مسمى هجين مصرى ١ و كان هذا الهجين يتفوق على أفضل الأصناف المصرية بطن أرز زيادة كما كان أكثر تحملا للملوحة و نقص المياه لدرجة أن مناطق بعينها خصوصاً تلك التي كانت تروى بمياه الصرف الزراعي أو المياه المخلوطة كانت مدمنة لزراعة هذا الصنف الهجينى فى ديرب نجم بمحافظة الشرقية.


و كذلك المناطق المتأثرة بالملوحة بدمياط مع العلم أننا عرفنا حتى عام ٢٠٠٥ حوالى أكثر من ٧٥ هجينا مصريا تزيد إنتاجيتها على ٥ طن للفدان من الهجن ثلاثية النظام Three Line System أو نظام العقم الوراثي السيتوبلازمى و التى تشتمل على الأم عقيمة الذكر سيتوبلازميا (A Line)، و السلالة المبقية على خصوبة السلالة العقيمة و المحافظة عليها (B line) و الأب الملقح المعيد لخصوبة السلالة الأم العقيمة (R Line)

و كان الأب المصري المعيد لخصوبة السلالة الأم عقيمة الذكر هو الصنف جيزة ١٧٨ و كان هذا النجاح مدويا وقتها و تم تكريمى عام ٢٠٠٥ من وزير الزراعة وقتها المهندس أحمد الليثى و كان من المفروض أن يتم إستثمار هذا النجاح بى و بزميلى العالم الجليل الأستاذ الدكتور على عرابى و لكن من لا يرجون أن يعم الخير و أن تنجح هذه التطبيقات و التى رأها علماء عالميين صينيون و هنود و فيتناميون و اقسموا أنه لو تم إستغلال عشرات الهجن المصرية نظام الثلاث سلالات التى رأوها آنذاك لتغيرت خريطة الإنتاج في مصر


كان لهم رأى اخر أن تقتصر هذه الفكرة على شهرتهم فقط فرددوا شائعات أن صفات الجودة ستمنع قبوله و أنه أرز رفيع مع العلم أن الأب هو جيزة ١٧٨ واسع الإنتشار فتم إتاحة الفرصة لى على أنقاض أحد المشاريع بزراعة هذا الصنف الهجينى على أن يكون بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية و تصنيع كيس تموينى مميز ناتج من حقول المزارعين الذين يزرعون و ينتجون محصول عالى وصل إلى ٦ طن للفدان فى محافظات البحيرة و الشرقية و دمياط و كفرالشيخ باتباع حزمة التوصيات الفنية و بفريق مميز من شباب الباحثين عامى ٢٠١٤ و ٢٠١٥

 فكانت النتائج مبهرة من الناحية المحصولية و التسويقية و إختبارات الجودة على عينة من حوالى خمسة وعشرين ألف مستهلك و سعر مناسب لكيس الأرز التموينى من حقول المزارعين و نجح المشروع من الناحية التطبيقية و لكن  التعطيل أستمر رغم وجود رؤية لزراعة حوالى ٢٥٠ ألف فدان من الهجن و تسجيل الهجن المصرية الجديدة

 و كنا نحتاج الى تمويل زراعة حوالى ٣٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ ألف فدان لإنتاج الهجين تحت ظروف العزل خصوصا و أننا اتممنا كل مكونات الأرز الهجين من تربية بوجود أكثر من مائة هجين و إنتاج تقاوى الأرز الهجين و أرشاد و تدريب و معاملات و كافة المكونات لصنع برنامج وطنى متميز أسوة بدول جنوب شرق آسيا و الصين و لكن كانت معوقات كثيرة تود الإبقاء على ماضى صنعناه بأيدينا الحمد لله حققت هذه الخطوة نجاح كان له تبعاته مع العمل فى صمت فى ظل دعم من جهات.


 و حصلنا على المركز الأول في معرض القاهرة الدولي الأول للإبتكار و تكريم من معالى وزير التعليم العالى و البحث العلمى أنذاك عام ٢٠١٤  و جائزة عشرة آلاف جنيه تم صرفها على العمل الذى أستمر مع دعم مالى متواضع و لكنه كان مؤثرا و ناجزا و مهما و أستمر العمل فى صمت خوفا من هؤلاء الذين استخدموا سبلا و وسائل ضد مصلحة الزراعة و حفاظا على الإبتكار و اصبح لدينا اصنافا و هجن و سلالات نظام الثلاث سلالات و نظام السلالتين و البقية تاريخ سيروى لأنه إنجاز يصرف عليه مليارات الدولارات فى دول العالم بينما و ملايين هنا ليست لنا أنجزنا خمسة عشر صنفا و هجينا و سلالة مصرية لم نستطع تطبيق سوى القليل 

و أخترق مساحة كبيرة فى وسط مخاطر يتعرض لها من قلة و لكنى على ثقة بنجاح مصر الحبيبة عظيمة قوية عالية الهامة مرفوعة الراية متقدمة منتصرة دوماً باذن الله بجهود المخلصين للمواضيع بقية انا واثق من دعم سيمكنا من خدمة الزراعة المصرية فى زراعة أصناف و هجن و سلالات و الإستمرار دونما أن نكلف مؤسستنا التى نعمل بها مالا بل عاد عليهم بالنفع.

الدكتور حمدي الموافي، رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز الهجين والسوبر ووكيل معهد البحوث الحقلية الأسبق ورئيس البرنامج القومي للأرز بمصر .


icon

الأكثر قراءة