الإثنين، 20 شوال 1445 ، 29 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

تحت عنوان “الأراضي الرطبة ورفاهية الإنسان“

الدكتور عاطف محمد يكتب..اليوم العالمى للأراضى الرطبة 2 فبراير 2024

الدكتور عاطف كامل
الدكتور عاطف محمد كامل أحمد
أ أ
 تحتفل دول العالم اليوم 2 فبراير باليوم العالمي للأراضي الرطبة، حيث تم تحديد هذا اليوم كيوم دولي من أجل تسليط الضوء على أهمية وجود الأراضي في حياة جميع البشر، نظر لأن لها العديد من الفوائد المهمة التي تعود على صحة الانسان، لذلك فننا في هذا التقرير سوف نقوم بتوضيح لماذا تم تحديد هذا اليوم كيوم عالمي للأراضي الرطبة، وما هو تعريفها، وما هو الهدف منه. ويحتفل العالم، في الثاني من فبراير من كل عام، باليوم العالمي للأراضي الرطبة (WWD) بهدف زيادة الوعي بأهمية الكبرى التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض. ويعتبر هذا اليوم العالمي أيضًا مناسبة لتخليد ذكرى توقيع اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة في مدينة رامسار الإيرانية سنة 1971.  

ويسلط موضوع اليوم العالمي للأراضي الرطبة 2024، تحت عنوان “الأراضي الرطبة ورفاهية الإنسان“، الضوء على الارتباط الوثيق بين جميع جوانب رفاهية الإنسان – الجسدية والعقلية والبيئية – وحالة الأراضي الرطبة العالمية وصحتها. ويوضح الترابط التاريخي بين الأراضي الرطبة وحياة الناس الذين يكسبون قوتهم ويستمدون إلهامهم وقدرتهم على الصمود من هذه النظم البيئية ذات الإنتاجية العالية. كما يبرز الحاجة الماسة لإدارة فعّالة لها في جميع أنحاء العالم.

العلاقة المترابطة بين رفاهية الإنسان وأهمية وصحة الأراضي الرطبة


الأراضي الرطبة هي أنظمة بيئية حيث الماء هو العامل الأساس الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية المرتبطة بها. ويشمل التعريف الواسع للأراضي الرطبة كلاً من المياه العذبة والنظم الإيكولوجية البحرية والساحلية مثل البحيرات والأنهار ومستودعات المياه الجوفية والمستنقعات والأراضي العشبية الرطبة والأراضي الخثية والواحات ومصاب الأنهار ودلتا ومسطحات المد والجزر وأشجار المانغروف والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية، ومواقع الأنشطة البشرية من مثل أحواض السمك وحقول الأرز والخزانات وأحواض الملح. وللأراضي الرطبة أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظراً للقيمة الأصيلة لهذه النظُم الإيكولوجية والفوائد والخدمات المنبثقة منها، بما في ذلك مساهماتها على الصعد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي في تحقيق التنميةالمستدامة ورفاه الإنسان.

ومع أن الأراضي الرطبة تغطي 6 في المئة ققط من سطح الأرض، فإن 40 في المئة من جميع أنواع النباتات والحيوانات تعيش أو تتكاثر في الأراضي الرطبة. ولأن التنوع البيولوجي للأراضي الرطبة مهم لصحتنا وإمداداتنا الغذائية والسياحة والوظائف، فإن الأراضي الرطبة حيوية للبشر وللأنظمة البيئية الأخرى ولمناخنا، حيث تتيح خدمات النظم البيئية الأساسية مثل تنظيم المياه، بما في ذلك التحكم في الفيضانات وتنقية المياه.

ويعتمد أكثر من مليار إنسان في جميع أنحاء العالم — أي حوالي واحد من كل ثمانية أشخاص — على الأراضي الرطبة لكسب عيشهم. وتلعب الأراضي الرطبة الصحية والمدارة بشكل جيد دورا حاسما في تحقيق رفاهية الإنسان في مختلف جوانب حياته. فهي حيوية لأكثر من مليار شخص، بتوفيرها لفرص العمل وباعتبارها مصدرا أساسيا للمياه العذبة، مما يُسهم في دعم مستقبل اقتصادي ومائي مستدام. وتضمن الأراضي الرطبة الأمن الغذائي العالمي من خلال توفير الأسماك- مصدر البروتين الأساسي لأكثر من مليار شخص- والحفاظ على حقول الأرز التي تغذي 3.5 مليارات شخص سنويا. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الأراضي الرطبة كدروع طبيعية تحمي المجتمعات الساحلية من مخاطر الكوارث المرتبطة بتغير المناخ، مثل العواصف والفيضانات والتآكل والجفاف. وهذه النظم البيئية لا تدعم التنوع البيولوجي فحسب، بل تعمل أيضا على تحسين الصحة العقلية وإلهام الثقافة وتعزيز السلام وربط المجتمعات بالطبيعة وإثراء التقاليد وتحفيز الإبداع. في جوهرها، تعتبر الأراضي الرطبة حيوية للحفاظ على رفاهية الإنسان، والتوازن البيئي، والحيوية الثقافية .

وإنّ منظمة الأغذية والزراعة تدعم صون الأراضي الرطبة وإصلاحها واستخدامها المستدام من منظور الأمن الغذائي والزراعة، بما في ذلك إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية والغابات ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، بموازاة دعم الإدارة المتكاملة لموارد الأراضي والمياه، مع إيلاء كامل الاعتبار لتغير المناخ والتنوع البيولوجي والطلبات المتنافسة الناشئة عن مختلف القطاعات.  
تعريف الأراضي الرطبة. 

الأراضي الرطبة هي عبارة عن مجموعة من الأنظمة البيئية، يكون الماء فيها هو العامل الرئيسي الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية، ويوجد له العديد من المصنفات، مثل الأراضي الرطبة البحرية والساحلية، والأراضي الرطبة الداخلية، والأراضي الرطبة الاصطناعية، وغيرها من الأنواع الأخرى.

الهدف منه


وبالنسبة إلى الهدف من تحديد يوم كيوم عالمي للأراضي الرطبة هو توضيح أهمية الدور الكبير للأراضي الرطبة في حياتنا، حيث تتمثل أهميتها في القيمة الأساسية لهذه النظُم الإيكولوجية التي تحتوي عليها، بجانب الفوائد والخدمات المبعوثة منها، بالإضافة إلى هذا فهي تساهم بشكل كبير على الصعيد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورفاه الإنسان. كما أنها تساعد على الحماية ضد الفيضانات، وتحافظ على نوعية المياه، وتكافح التلوث، ومانعة للعواصف والرياح، وتساعد على التكيف مع ظاهرة تغير المناخ.

المخاطر التي تتهدد الأراضي الرطبة



الأراضي الرطبة من بين النظُم الإيكولوجية التي تتعرض لأعلى معدلات الانحسار والفقدان والتدهور، ومن المتوقع تواصل تردي مؤشراتِ الاتجاهات السلبية الراهنة في التنوع البيولوجي العالمي ووظائف النظم الإيكولوجية بفعل مسبِّبات مباشرة وغير مباشرة من مثل النمو السكاني البشري السريع والإنتاج والاستهلاك غير المستدامين وما يرتبط بذلك من تطور تكنولوجي، إضافة إلى الآثار السلبية لتغيّر المناخ. وتُفقد الأراضي الرطبة بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغابات، فضلا عن أنها من أكثر النظم البيئية المعرضة للخطر على الأرض. ففي غضون 50 عامًا فقط — منذ عام 1970 — فُقدت 35 في المئة من الأراضي الرطبة في العالم.

ومن الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى فقدان الأراضي الرطبة الصرف والحفر للزراعة والبناء والتلوث والصيد الجائر والاستغلال المفرط للموارد وتغير المناخ. وهذه الحلقة المفرغة من فقدان الأراضي الرطبة وتهديد سبل العيش وتفاقم الفقر هي جميعا نتيجة للنظر إلى الأراضي الرطبة على أنها أراض قاحلة وليست مصادر حية تتيح فرص العمل والكسب وخدمات النظم البيئية الأساسية. ولذا فأحد التحديات الرئيسة هو تغيير العقليات بما يحث الحكومات والمجتمعات على تثمين الأراضي الرطبة والاهتمام بها.

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ - عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة -وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

icon

الأكثر قراءة