الأحد، 19 شوال 1445 ، 28 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

فيفيان متولي تكتب .. زراعة الخضار والاعلاف والمناخ المتغير

كوسة
محصول الكوسة
أ أ

زراعة الخضار بدون تربة مع المناخ المتغير، حيث يعد القطاع الزراعة هو من أكثر القطاعات المتأثرة بالتغيرات المناخية من حيث زيادة التصحر وندرة المياه، وانخفاض معدلات سقوط الأمطار، وغرق الأراضي الموجودة في الشريط الساحلي في حالة ارتفاع منسوب سطح البحر نتيجة ذوبان الجليد كأثر لارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، كذلك تأثر نوعيات المحاصيل وانخفاض الجودة وانتشار الامراض مما يؤثر جميعه في النهاية الى انخفاض الإنتاج الزراعي لو استمر هذا الحال.

قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي بدراسة وتطبيق الأساليب الزراعية الحديثة التي تعطى الفرصة لاستمرار النشاط الزراعي حتى لو كانت الظروف المحيطة غير مواتية لاستمرار الإنتاج بالطرق التقليدية في التربة، فنجد أن العمل الأساسي للقسم يرتكز على تقنية الزراعة بدون تربة، والذى انبثق منها التقنيات الأخرى كزراعات الأسطح والأكوابونيك وتقنية إنتاج الأعلاف الخضراء بدون تربة وغيرهم.

 



 الزراعة بدون تربة هي نظام زراعي بديل للزراعة التقليدية في الأرض، لا تدخل الأرض الزراعية كأحد مكونات منظومة الإنتاج بل تستخدم فقط كدعامة لأنظمة الزراعة بدون تربة التي تتنوع للعديد من الأنظمة المقسمة تحت ثلاث اقسام رئيسية وهى الزراعة المائية والزراعة الهوائية والزراعة باستخدام البيئات. نجد أن الأرض الزراعية قد تعانى في بعض الأحيان من العديد من المعوقات التي توجد بها بصورة طبيعية أو قد تتواجد نتيجة لسوء أو كثافة الاستخدام على مر السنين. 

فيمكن أن تكون الأرض ملحية ويصعب التخلص من نسبة الاملاح المرتفعة بالغسيل او عدم توافر ماء كافي أو جيد لغسيل التربة. أو تكون التربة موبؤة بالأمراض والحشائش التي تؤثر سلباً على المحصول. أو قد تعانى التربة من تراكم العناصر الثقيلة بها والملوثات نتيجة لريها بمياه الصرف غير المعالج. أو يمكن أن تكون التربة صخرية يصعب تسويتها وتفتيت صخورها بسهولة. يمكن كذلك أن تحتوى التربة على طبقات صماء تعيق النمو والخدمة والصرف. 

 



يمكن أن تكون منخفضة الخصوبة ، شديدة الحموضة أو القلوية ، أو تكون التربة مرتفعة الماء الأرضي أو سيئة الصرف … والعديد والعديد من المعوقات التي قد تتواجد بالتربة وتؤثر على عملية الإنتاج الزراعي بها وتؤثر بالسلب على كمية المحصول الناتج منها وجودته. كل ذلك لا يهم سيستطيع المزارع الاستمرار في الإنتاج الزراعي في تلك الأراضي بل سيضاعف المحصول، ويحسن من الجودة  أيضا ولكن بالتحول للزراعة بدون تربة بمنتهى السهولة.

 الزراعة بدون تربة هي نظام زراعي متكامل يمكن التحكم في مدخلاته من نوع البيئة او الوسط الذى تنمو به جذور النباتات، الصنف النباتي المستخدم، الكثافة النباتية في المتر المربع، موعد الزراعة، أنواع الأسمدة المستخدمة في عمل المحلول المغذى، من مدخلات مختلفة مما يساعد في النهاية على تقليل الفقد في المحصول بل وتعظيم الإنتاجية والجودة، وتقليل هدر المياه والاستفادة بكل قطرة منها.

 



الزراعة بدون تربة بأنظمتها المختلفة والمتنوعة هي الحل الأمثل للاستمرار في الإنتاج الزراعي في الأراضي التي تعرضت للغدق او للملوحة بفعل ارتفاع منسوب البحر، كذلك هي الحل الأمثل للاستمرار في الزراعة في الأماكن الصحراوية والجافة وتحت ظروف قلة المياه لما تتميز به هذه النظم من كفاءة عالية في توفير المياه والحفاظ على كل قطرة مياه وعدم اهدارها من خلال استخدام ما يعرف بالنظام المغلق في الري وهو الذى يسمح بتجميع مياه الري الزائدة عن حاجة النباتات وإعادة استخدامها مرة أخرى في الري.

 تعظيم الإنتاجية من وحدة المساحة نتيجة استخدام الأنظمة المكثفة التي تسمح بزيادة عدد النباتات المزروعة في وحدة المساحة مع ارتفاع جودة الثمار الناتجة وسرعة دورة الإنتاج مقارنة بمثيلتها في الأرض العادية .

 



إعداد الدكتورة/ نيفين متولي رئيس قسم الزراعة بدون تربة بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي

 

icon

الأكثر قراءة