شهدت واردات مصر من فول الصويا زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة، حيث أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاعًا كبيرًا في الواردات خلال الأشهر الماضية، لا سيما في شهر أغسطس 2025.

ويرجع هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى تراجع الأسعار العالمية لفول الصويا إلى أدنى مستوى منذ عام 2022، مما يعزز من قدرة مصر على مضاعفة وارداتها من هذا المحصول الحيوي.

ارتفاع واردات مصر من فول الصويا في أغسطس 2025

وفقًا للبيانات الرسمية، بلغ إجمالي واردات مصر من فول الصويا في شهر أغسطس الماضي نحو 219 مليون و805 آلاف دولار، مقارنة بـ 93 مليون و388 ألف دولار خلال نفس الشهر من العام الماضي 2024، بزيادة تقدر بحوالي 126 مليون و417 ألف دولار.

كما أظهرت البيانات أن واردات فول الصويا في شهر أغسطس 2025 كانت قد ارتفعت بشكل ملحوظ مقارنة بشهر يونيو 2025، الذي تراجعت فيه الواردات إلى 125 مليون و202 ألف دولار، بينما كانت في نفس الشهر من العام الماضي 2024 قد بلغت 174 مليون و121 ألف دولار، مما يعكس تراجعًا قدره 48 مليون و919 ألف دولار.

التوترات الأمريكية الصينية تؤثر على الأسعار العالمية لفول الصويا

تزامن هذا الارتفاع في الواردات المصرية مع تراجع ملحوظ في الأسعار العالمية لفول الصويا، والذي جاء نتيجة للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. ففي مايو 2025، أوقفت الصين، التي تعد أكبر مستورد لفول الصويا في العالم، شراءه من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما ساهم في انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2022.

على الرغم من أن الصين هي أكبر مستورد لفول الصويا من الولايات المتحدة، إلا أن التوترات التجارية بين البلدين دفعت الصين إلى تقليل وارداتها من هذا المنتج الحيوي، ما أدى إلى انخفاض أسعار فول الصويا على المستوى العالمي، وبالتالي تراجع الأسعار محليًا أيضًا. حيث انخفض سعر طن فول الصويا في مصر إلى 18 و19 ألف جنيه، بعدما كان قد سجل 40 ألف جنيه في أعلى مستوياته في عام 2023.

تأثير التوترات التجارية على السوق العالمي

تأثرت سوق فول الصويا العالمي بشكل كبير بسبب التوترات بين الولايات المتحدة والصين، حيث كانت الصين تفرض عقوبات على بعض الصادرات الأمريكية، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة. وقد هدد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية، في محاولة للرد على القيود التي فرضتها الصين على هذه الصادرات.

وبالرغم من هذه التوترات، فإن مصر استفادت من تراجع الأسعار العالمية، مما جعلها قادرة على زيادة وارداتها من فول الصويا بشكل كبير. ومع هذا التراجع الكبير في الأسعار، يُتوقع أن تستمر واردات مصر من فول الصويا في الارتفاع، وهو ما قد يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

أهمية زيادة واردات فول الصويا لمصر

يُعد فول الصويا من المنتجات الأساسية التي تدخل في صناعة العديد من المواد الغذائية في مصر، لا سيما في صناعة الزيوت والأعلاف. ولذا فإن زيادة واردات مصر من فول الصويا، بالتزامن مع انخفاض الأسعار، تعتبر فرصة ذهبية لتلبية احتياجات السوق المحلية وتعزيز الإنتاج الصناعي في العديد من القطاعات. وتعد هذه الخطوة هامة في سياق تعزيز الأمن الغذائي وتقوية الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم بشكل عام.