يعد النحل من أكثر الحشرات أهمية على كوكب الأرض، ليس فقط بسبب إنتاجه للعسل، وإنما لدوره الحيوي في الحفاظ على التوازن البيئي وضمان الأمن الغذائي العالمي من خلال تلقيح النباتات.

وبحسب تقارير بيئية متخصصة، فإن النحل يساهم في تلقيح نحو 70% من المحاصيل التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه اليومي، مثل الفواكه والخضروات، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في الزراعة المستدامة.

مجتمع منظم ومعجزة طبيعية

يتجاوز عدد أنواع النحل المعروفة 20 ألف نوع حول العالم، ويُعد "نحل العسل" الأكثر شهرة بينها. ويعيش النحل في مستعمرات منظمة، تتكون من ملكة واحدة مسؤولة عن وضع البيض، وآلاف من العاملات، وعدد محدود من الذكور (الزنابير).

ويتميز النحل بقدرات تواصل فريدة، حيث يستخدم "رقصة التمايل" للإشارة إلى أماكن وجود الزهور، ما يبرهن على ذكاء جماعي مذهل.

العسل.. أكثر من غذاء

يصنع النحل العسل من رحيق الأزهار ويخزنه كغذاء لفصل الشتاء. والعسل معروف بخصائصه الطبيعية المضادة للبكتيريا، كما أنه لا يفسد بمرور الوقت، وهو ما يجعله من الأطعمة التي تتمتع بفترة صلاحية شبه غير محدودة.

تهديدات مقلقة للنحل

رغم هذه الأهمية، يواجه النحل تهديدات خطيرة في مختلف أنحاء العالم، أبرزها الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية، وتقلص المساحات الخضراء، والتغير المناخي، وانتشار الطفيليات مثل "فاروا"، ما يؤدي إلى تناقص أعداد مستعمرات النحل بشكل مقلق.

كيف نساعد النحل؟

يدعو الخبراء إلى دعم جهود حماية النحل عبر خطوات بسيطة، مثل زراعة أزهار صديقة للنحل، وتجنب استخدام المبيدات الضارة، وتوفير مصادر مياه نظيفة في الحدائق.

كما يُنصح بعدم الذعر عند مشاهدة أسراب النحل خلال هجرتها الموسمية، إذ تكون عادةً في حالة استراحة مؤقتة ولا تمثل خطرًا على الإنسان.