في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يبرز سؤال جوهري بين مربي الدواجن: هل تجويع الفراخ خلال ساعات الذروة أمر ضروري لحمايتها، أم أنه سلوك خاطئ يؤثر سلبًا على النمو والإنتاج؟

هذا التساؤل أصبح محل جدل واسع داخل الأوساط الزراعية، ما بين من يرفض الفكرة تمامًا ومن يرى فيها ضرورة لإنقاذ القطيع من النفوق الجماعي.

وجهة نظر أولى: ضد التجويع

يرى بعض المربين أن تجويع الدواجن خلال الحر ليس ضروريًا، ويستندون إلى عدة أسباب، أهمها:

أن الفراخ تقلل استهلاك العلف تلقائيًا عند ارتفاع درجة الحرارة، وبالتالي فهي لا تحتاج إلى تدخل بشري.

إعادة تقديم العلف بعد موجة الحر قد يتسبب في نشاط مفاجئ داخل جسم الطائر، مما يولد حرارة داخلية خطرة.

الامتناع عن التغذية قد يؤثر سلبًا على كفاءة الهضم ويؤخر الوصول إلى الوزن المناسب للبيع.

وجهة نظر مقابلة: التجويع ضرورة عملية

في المقابل، تميل التجربة العملية اليومية في المزارع إلى تأييد التجويع المؤقت كوسيلة وقائية فعالة، وترى أن:

الدواجن غالبًا ما تتناول كميات كبيرة من العلف قبل موجة الحر، وهو ما يؤدي إلى إنتاج حرارة داخلية عالية.

خلال ذروة الحرارة، لا يستطيع جسم الطائر تبديد تلك الطاقة الزائدة، مما يرفع من معدلات النفوق المفاجئ.

تطبيق التجويع المؤقت يساهم بشكل ملحوظ في تقليل الخسائر، ويحافظ على القطيع حتى نهاية الدورة الإنتاجية.

التوقيت هو الأساس.. وليس عدد الساعات

وتنصح بعض المربيات ذوات الخبرة باتباع أسلوب "التجويع الوقائي"، شريطة فهم حالة الطيور جيدًا وليس فقط اتباع التوقيت التقليدي،
على أن:

يتم رفع العلف قبل موجة الحر بـ3 إلى 6 ساعات، وليس بعد دخول الطقس الحار، حيث تكون الطيور قد دخلت مرحلة الخطر.

تستمر فترة رفع العلف من 3 إلى 6 ساعات حسب شدة الحرارة.

تتم إعادة العلف فقط بعد تحسن الطقس وعودة نشاط الطيور، وليس عند ساعة محددة.

الخلاصة:

يبدو أن التجويع المؤقت للدواجن خلال موجات الحر ليس مجرد سلوك احترازي، بل أصبح ضرورة تتطلب فهماً عميقاً لطبيعة الطائر وظروف المزرعة. والتعامل السليم مع توقيت رفع وإعادة العلف يمكن أن يكون الفارق بين دورة إنتاج ناجحة وخسارة كبيرة في القطيع.