الثلاثاء، 21 شوال 1445 ، 30 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبو دنيا يكتب .. الألياف تحليلها ودورها في تغذية الحيوان

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزي محمد أبو دنيا
أ أ
الألياف الغذائية Dietary fibre (DF) هي مصطلح دقيق لتعريف جزء الألياف من المكونات للعلائق والأغذية الحيوانية عمليًا، وتشمل جدران الخلايا والسكريات المخزنة غير النشوية واللجنين.

ارتبطت الألياف تقليديًا بانخفاض الاستساغة وضعف استخدام العناصر الغذائية في الأنظمة الغذائية للحيوانات غير المجترة. ومع ذلك، تلعب الألياف الغذائية أيضًا دورًا مهمًا في تغذية الحيوانات وحيدة المعدة، ويلزم الحد الأدنى من الألياف للحفاظ على الوظائف الفسيولوجية للجهاز الهضمي(GIT) .

يعتمد تأثير الألياف الغذائية على فسيولوجيا الجهاز الهضمي وسلوك الحيوان وكذا نوع الحيوان وعمره وإدارته وحالته الصحية.  بالإضافة إلى ذلك، تختلف الاستجابة بشكل كبير مع الخصائص الفيزيائية والكيميائية لمصدر الألياف المستخدم.

تعد قابلية الذوبان ودرجة الليونة والحجم والكثافة والقدرة على الاحتفاظ بالمياه من العوامل الرئيسية التي تؤثر على فوائد (أو الآثار السلبية) للألياف الغذائية على أداء الحيوانات غير المجترة.

بشكل عام، تتكيف مصادر الألياف غير القابلة للذوبان مثل قشور الشوفان ومنتجات الحبوب الأخرى، بشكل أفضل من مصادر الألياف القابلة للذوبان مثل لب بنجر السكر مع وظائف الأعضاء ووظيفة الجهاز الهضمي للدواجن. تزيد الألياف القابلة للذوبان من لزوجة الهضم مما يقلل من تناول العلف ويحد من الاتصال بين العناصر الغذائية والإنزيمات الداخلية في تجويف القناة الهضمية.

ونتيجة لذلك، ينبغي تجنب الألياف القابلة للذوبان في تغذية الدواجن. ومع ذلك، في الخيول والأرانب والدواجن، قد يكون كلا النوعين من الألياف مفيدًا اعتمادًا على عمر الحيوان وحالته الصحية أي إدراج لب بنجر السكر وكذا قشر الشوفان في العلائق الغذائية للطيور البياضة والحيوانات وحيدة المعدة المفطومة. 

حاليًا يقوم معظم خبراء التغذية بصياغة وجبات غذائية للدواجن بناءً على قيم الألياف الخام، مع قبول أن جميع مصادر الألياف "متكافئة" في القيمة الغذائية والتأثيرات الفسيولوجية على الجهاز الهضمي للحيوانات، وهو أمر غير صحيح في معظم الحالات. ونظرًا لتعقيد الاستجابة، فمن الصعب التنبؤ وإعطاء توصية دقيقة بشأن نوع ومستوى الألياف المستخدمة في الأنظمة الغذائية التجارية للدواجن.

لقد كانت الألياف جزءًا من تحليلات الأعلاف منذ تطوير تحليل Weender في القرن التاسع عشر. بشكل عام، تعتبر الألياف عاملاً معيق للتغذية في الأعلاف للحيوانات وحيدة المعدة، حيث تخفف من تركيز العناصر الغذائية بالأغذية وتقلل من هضمها.  إلا أن هذه السمات السلبية يتم تحديدها من خلال خصائص الألياف ونسبتها في النظام الغذائي. واليوم، تمنحنا التحليلات الحديثة فهمًا أفضل لأجزاء الألياف المتنوعة وكيفية تقييم الألياف واستخدامها في الأنظمة الغذائية المختلفة.  ومع ذلك، لا تزال العديد من الأسئلة المتعلقة بتأثيرات الألياف في التغذية دون إجابة.

تتزايد كمية تحليلات الألياف في مختبرات التحليل مع تقدم فهمنا لتغذية الحيوان، وتدرك شركات الأعلاف ومربى الحيوانات والطيور أهمية صياغة الأنظمة الغذائية الحيوانية بشكل صحيح لتلبية متطلباتها الغذائية المحددة. في الواقع فان الألياف تؤثر على تناول العلف واستخدام العناصر الغذائية وكفاءة العلف بشكل عام. تعد الكفاءة أيضًا جانبًا مهمًا عند مناقشة استدامة صناعة الأعلاف الحيوانية بأكملها. يمكن أن يكون لتكوين الألياف تأثيرات مختلفة على نمو الحيوان، اعتمادًا على الظروف المحددة ونوع الحيوان. ونسرد هنا بعض الأمثلة على تلك التأثيرات:

الألياف تعزز الهضم الصحي للحيوان وتدعم حركة العلف خلال مروره بالجهاز الهضمي. حيث يمكن أن يساعد تناول الألياف الكافية في منع مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك والإسهال والانتفاخ، والتي يمكن أن تؤثر على النمو والإنتاجية بشكل عام.

الألياف ليست سهلة الهضم مثل العناصر الغذائية الأخرى مثل الكربوهيدرات والبروتينات. كما أنها تعمل على انخفاض استخدام الطاقة الذى يؤثر على معدلات النمو، خاصة في الحيوانات ذات متطلبات الطاقة العالية، مثل الحيوانات الصغيرة والنامية أو تلك التي يتم تربيتها لإنتاج اللحوم.

يمكن أن تؤثر الألياف على تناول العلف، حيث قد تستهلك الحيوانات كمية أقل من العلف بسبب تأثير الألياف على الشبع وبالتالي لا تتناول الحيوانات مقرراتها اللازمة من العناصر الغذائية. حيث انه من المسلم به انه إذا لم تكن الحيوانات قادرة على استهلاك ما يكفي من العناصر الغذائية والطاقة لتلبية متطلبات نموها، فقد تتأثر معدلات نموها.

يمكن أن تؤثر الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى. كما يمكن أن ترتبط الألياف ببعض المعادن وتقلل من توافرها البيولوجي للحيوان، مما قد يؤدي إلى نقص إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح.

تعمل الألياف كبروبيوتيك، حيث توفر الغذاء للبكتيريا المفيدة في الأمعاء. حيث تعد الكائنات الحية الدقيقة المعوية الصحية ضرورية لامتصاص العناصر الغذائية ورفاهية الحيوان بشكل عام.

من المهم ملاحظة أن محتوى الألياف المثالي في العلف الحيواني يختلف باختلاف الأنواع والفئات العمرية وأهداف الإنتاج. من المعروف أن الحيوانات المختلفة لديها أجهزة هضمية مختلفة ومتطلبات غذائية مختلفة، ومع ذلك، تشترك جميع الأعلاف الحيوانية في أن الألياف عامل مهم يجب أخذه في الاعتبار.  

 يعد تحليل الألياف الخام الطريقة المرجعية الأكثر شيوعًا المستخدمة لقياس كمية الألياف في عينة من الخامات أو الأعلاف أو العلائق للحيوانات. يشير مصطلح "الألياف الخام" إلى المادة النباتية التي تبقى بعد إخضاع خامات الأعلاف أو العلف للمعالجة الحمضية والقلوية في المعمل. يعد تحليل الألياف الخام تقنية بسيطة وغير مكلفة نسبيًا، ولكن لها بعض القيود. يمكن أن تؤدي المعالجات الحمضية والقلوية المستخدمة في هذا الإجراء إلى تغيير التركيب الكيميائي لجزء الألياف، مما يؤدي إلى بعض عدم الدقة في القياس.

بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا يوفر معلومات عن أنواع محددة من الألياف الموجودة في العينة، والتي يمكن أن تختلف في قيمتها الغذائية وتأثيراتها الفسيولوجية.

ولذلك تستخدم العديد من المعامل طرق تقدير الألياف باستخدام محاليل محددة لا تذوب فيها الألياف في الوقت التي تذوب فيه باقي المكونات الأخرى للخلايا النباتية. توفر طريقة استخدام المحلول المتعادل (NDF) أو المحلول الحمضي (ADF) أو المحلول المذيب لكل العناصر فيما عدا اللجنين (ADL)  تقديرًا أفضل لمحتوى الألياف الإجمالي حيث يتم في هذه الحالة تقدير كل من السليلوز الهيمسيلولوز واللجنين في عينة الأعلاف مقارنة بطريقة تقدير الألياف الخام التي لا تعطى تفاصيل لهذه المكونات. في الواقع تعتبر هذه المعلومات ضرورية في صياغة الأنظمة الغذائية للماشية لأنها يمكن أن تساعد في تحديد قابلية هضم الأعلاف. تعد طرق التحليل الحديثة أيضًا طرقًا أكثر دقة من تحليل الألياف الخام، لأنها لا تقلل من كمية الألياف غير القابلة للهضم في عينة العلف. وهي أيضا أكثر دقة لأنها أقل عرضة للأخطاء التحليلية الناجمة عن الاختلافات في الإجراءات التحليلية وإعداد العينات. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها توفر معلومات إضافية حول جودة التغذية. على سبيل المثال، يمكن استخدام تركيز NDF لتقدير إمكانية تناول مادة علفية، بينما يمكن استخدام تركيز ADF لتقدير محتوى الطاقة للمادة العلفية.

تختلف الأهداف التحليلية لتحديدات الألياف بين الشركات والحيوانات وأهداف الإنتاج. وبالتالي فإن اختيار طريقة تقدير الألياف سيعتمد على هذه المتطلبات التحليلية بالإضافة إلى المتطلبات التنظيمية. في معهد بحوث الإنتاج الحيواني لدينا معامل تحليل خاصة بتحليل الأعلاف بقسم بحوث استخدام المخلفات وتغذية الحيوان، والذي يمكن أن يساعد فى تحديد الحلول لأصحاب المصلحة. وفى هذه المعامل فان لدينا العديد من الأدوات التي تساعد في تحديد الألياف وفقًا للطرق المرجعية الرسمية، لذا لا تتردد في استشارتنا مباشرة فيما يتعلق بمتطلباتك

بقلم الدكتور/ فوزي محمد أبو دنيا المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية
icon

الأكثر قراءة