السبت، 25 شوال 1445 ، 04 مايو 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبو دنيا يكتب..فائض بنجر السكر أحد محاور التغلب على أزمة الأعلاف للحيوانات الزراعية

فوزي ابو دنيا
الدكتور فوزي أبو دنيا
أ أ
قد يكون توفير منافذ إضافية لبنجر السكر غير المحصود أكثر اقتصادا لمنتجي بنجر السكر من خلال توفير مصدر إضافي للدخل كاستخدامه كمصدر علف للماشية. أن استخدام بنجر السكر لتوفير الطاقة للماشية الحلابة يعتبر مفهوم جديد إلى حد ما، حيث أن بنجر السكر مغذي ومستساغ وغني بالطاقة إلا أنه يفتقر إلى البروتين والفوسفور والكالسيوم ويحتمل أن يكون خطيرًا بسبب ارتفاع مستوى السكر فيه حيث يتميز بنجر السكر بتخزينه للكربوهيدرات على شكل سكروز. إلا إن السكريات المحتجزة داخل المصفوفة الخلوية قد تتحلل بشكل أبطأ من السكر الحر المضاف إلى النظام الغذائي في حد ذاته. أضف الى ذلك إن التوليفة السليمة للنظام الغذائي وإدارة التغذية أمرًا ضروريًا عند تغذية البنجر لضمان التغلب على هذه المشاكل خاصة في ظل توفر فوائض كبيرة من محصول بنجر السكر ويمكن أن تكون متاحة لتغذية الماشية.


في الدراسات التي أجريت على تقييم إضافة 25 و50 و75 جم سكروز/ كجم DM كبديل لنشا الذرة في علائق الأبقار الحلابة في المرحلة المبكرة ظهرت زيادات خطية في المأكول DMI مصحوبة بزيادة في دهون اللبن حيث حل السكروز بشكل متزايد محل نشا الذرة، كما زادت كفاءة استخدام النيتروجين في الكرش مع إضافة السكر في النظام الغذائي. وعلى الرغم من التخوف السائد من انخفاض درجة الحموضة بالكرش عن تناول السكر نظرا للعلاقة التي تم تأسيسها بين انخفاض درجة الحموضة في الكرش وانخفاض هضم NDF في الكرش. حيث انه من المعروف انه عندما يتم زيادة محتوى الكربوهيدرات غير الهيكلية (NSC) في علائق الماشية، غالبًا ما ينخفض الرقم الهيدروجيني للكرش، وقد يحدث هذا مع إضافة السكر، على عكس النشا. إلا انه وفي مثل هذه الحالات فانه بتنظيم وإدارة تغذية الحيوانات بالشكل السليم فانه يمكن التغلب على هذا التخوف السلبي. هناك أيضا اعتراض آخر على توفير السكر في الوجبات الغذائية وهو التصور بأن النمو الميكروبي وبالتالي إنتاجية البروتين الميكروبيMP  سينخفض. إلا أن الدراسات التي أجريت على الأغنام في هذا الشأن لجميع أنظمة الغذاء التي تحتوي على السكروز واللاكتوز والزيلوز والنشا والفركتوز قدأظهرت أن إمداد الأمعاء الدقيقة بالميكروبات كان 10.2 و14.8 و14.3 و13.1 و11.9 و13.7 جم/يوم على التوالي، وهو ما يجعل هذا التخوف يتلاشى. بالإضافة الى ذلك أظهرت الدراسات التي أجريت خارج الكرش أيضا أن العائد الميكروبي للنيتروجين مع السكروز أكبر بكثير من الناتج مع النشا.  وحددت الدراسة أن كمية الميكروبات N المنتجة تعتمد على كمية إجمالي NSC في النظام الغذائي، بدلاً من كمية السكر في حد ذاته.


وبالتالي فان تلك النتائج تشير الى إمكانية أن يكون بنجر السكر حلا سحريا مع تزايد الرغبة لدى المزارعين في الإقبال على زراعة هذا المحصول في مصر وإمكانيه توافره في موسم الشتاء الذي يكثر فيه البرسيم الغنى بالبروتين والعناصر غير المتوفرة في البنجر، إلا أن البنجر يمكن أن يكمل نقص الطاقة في البرسيم وبالتالي إحداث نوع من التكاملية بين المحصولين للاستفادة من كليهما. حيث يمكن استغلال فرزة البنجر أو الكميات التي ترفض شركات السكر استلامها لأى سبب، كما يمكن زراعته على البتون والقنى، أو استقطاع مساحة صغيرة من الأرض وزراعتها بالبنجر قبل زراعة البرسيم حيث أن زراعة محصول بنجر السكر تتم في ثلاث عروات الأولى تبدأ من 15 يوليو حتى أول سبتمبر، والثانية تبدأ من أول سبتمبر حتى أول أكتوبر، والثالثة من أول أكتوبر وحتى 15 نوفمبر، يمكن أن ينمو هذا المحصول في مجموعة واسعة من أنواع التربة مثل الأراضي الطينية والرملية والجيرية ومتوسطة الملوحة شرط أن تكون جيدة الصرف، ولكنه ينمو بشكل أفضل في التربة الرملية الطينية ذات الرقم الهيدروجيني 6.0-8.0. كما انه قادر على تحمل الجفاف وملوحة التربة العالية من خلال قدرة هذا النبات على التكيف بسرعة مع التغيرات في الضغط الأسموزي.


علاوة على ذلك فهو أقل عرضة بكثير للتشوهات المناخية، وفي حين يتوقف نمو الحبوب بسبب حالات مثل الصقيع المبكر أو الجفاف أو الفيضانات، مما قد يؤدي إلى خسارة كاملة للمحصول، إلا أن محصول بنجر السكر حتى في حالة كونه محصولًا غير ناضج، إلا أنه لا يتسبب في خسائر مثل الحبوب على الأقل فان جزء من المحصول يتبقى تحت التربة نظرًا لكونه جذورًا وليس بذورًا. يتم تقليع نباتات بنجر السكر بعد 180 يوم من زراعة البذرة بعد ظهور علامات اصفرار الأوراق وتهدلها. بينما انسب موعد لزراعة البرسيم النصف الأول من شهر أكتوبر حيث أن التبكير في الزراعة في حالة ارتفاع درجة الحرارة يؤدى إلي موت البادرات وأن التأخير في الزراعة وانخفاض الحرارة يعمل على توقف نمو البادرات وتقدم النباتات وتأخرها في الحش. وبالتالي يمكن توفير البنجر خاصة مع الحشات المتأخرة. الأمر الهام الأخر أن البنجر نجحت زراعته في الأراضي حديثة الاستصلاح بشكل كبير مما يمكن الاستفادة من هذه الميزة في توفير البنجر لعنصر الطاقة ويمكن استخدامه كبديل جزئي للذرة في علائق الماشية للتغلب على نقص الذرة وارتفاع أسعاره محليا. وفى مقالة سابقة تحدثت فيها عن التغذية على الواح التين الشوكي وفى هذه الحالة يمكن زراعة بنجر السكر في الدروب بين نباتات التين الشوكي والاستفادة من كليهما كأعلاف. ويوضح الجدول التالي التركيب الكيماوي والقيمة الغذائية لعدة مصادر علفية مقارنة ببنجر السكر.


أما بالنسبة لإنتاجية محصول بنجر السكر فان متوسط إنتاجية الهكتار من محصول بنجر السكر يتجاوز إنتاج الذرة والحبوب الأخرى المستخدمة عادة في علائق الماشية. مثل الذرة يمكن تغذية بنجر السكر بأشكال مختلفة كما يمكن تخزين بنجر السكر طازجًا لمدة تصل إلى 180 يومًا، مع الحد الأدنى من فقدان محتوى السكر، اعتمادًا على الظروف المناخية. يمكن أن تؤدي فترات تخزين البنجر الطازجة الأطول إلى فقدان السكر بسبب التنفس. ومن الجدير بالذكر فان محتوى السكر الكامل في البنجر والألياف القابلة للهضم يجعلها مصدرًا جيدًا للطاقة وقد تم استخدامها بنجاح في تغذية الحيوانات المجترة، مثل الماشية والأغنام. ويمكن اعتبار القيمة الغذائية لبنجر السكر مع وجود مستويات طاقة مكافئة مماثلة لقيمة حبوب كيزان الذرة بالغلاف لكن مع بروتين أقل قليلاً. والجدول التالي يوضح الفروق بين التحليل الكيماوي والقيمة الغذائية لبنجر السكر مقارنة ببعض الأعلاف الأخرى.

توجد تحديات عند تخزين بنجر السكر بسبب محتواه العالي من الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة المحيطة في سبتمبر، مما يقلل من صلاحية تخزين بنجر السكر. علاوة على ذلك، يمكن أن يتطلب تجفيف بنجر السكر عمالة كثيفة؛ ولذلك، قد يكونعملية السيلجة بديلاً أكثر ملائمة لمنع التدهور. يأتي هذا المقترح في ضوء أن بنجر السكر يحتوي على كمية كبيرة من الطاقة المتاحة، حيث ثبت أن الطاقة المتاحة تقلل من الرقم الهيدروجيني لخليط السيلاج، حيث يعد الانخفاض السريع في الرقم الهيدروجيني هو الطريقة الأكثر فعالية لتثبيط الإنزيمات التي تحلل البروتين والطاقة والألياف طوال عملية السيلجة.


بعض الاعتبارات الواجب مراعاتها عند استخدام بنجر السكر الكامل
التخزين:

ýيمكن أن تشكل مستويات الرطوبة العالية (حوالي 80%) والمحتوى العالي نسبيًا من السكر في البنجر الكامل تحديات في التخزين. ويقترح إمكانية تخزين بنجر السكر غير المعالج في كومة مع الحرص على استخدام البنجر المكدس قبل الطقس الدافئ، حيث أن درجات الحرارة الدافئة سوف تسبب تحللًا سريعًا وستتطور مشاكل الحشرات المزعجة بشكل كبير.

ýيمكن أن يكون دمج بنجر السكر مع مكون جاف مثل القش أو القش أو سيقان الذرة عامل مساعد لتحقيق مستوى رطوبة نهائي يتراوح بين 35-40% خيارًا للتخزين طويل المدى. كما يجب أن تكون الكومة معبأة ومغطاة لاستبعاد الأكسجين.

ýيجب دراسة موقع أكوام التخزين المؤقتة بعناية من أجل تقليل احتمالية التلوث البيئي والروائح الكريهة مع مراقبة ومنع أي جريان محتمل من الوصول إلى المسطحات المائية السطحية مثل القنوات والخنادق والبرك.

ýيفضل فرم جذور البنجر قبل تقديمه للحيوانات لتقليل خطر دخول البنجر الصغير إلى حلق الحيوانات ولتسهيل الخلط بشكل أكثر تجانسًا مع المكونات الأخرى.

ýيمكن أيضًا تغذية قمم البنجر، ولكن نظرًا لأن غالبية قيمة العلف موجودة داخل البنجر، فقد يكون من الأفضل تركيز الجهود على الحفاظ على البنجر نفسه والاستفادة منه.

ýمن المهم تحديد مبيد الفطريات ومبيدات الأعشاب الذي تم استخدامه مع محصول بنجر السكر، حيث قد تكون هناك قيود فيما يتعلق باستخدام بنجر السكر كعنصر علفي.

ýيجب على مربى الماشية الذين يقررون الاستفادة من هذه الفرصة لتغذية بنجر السكر العمل مع أخصائي تغذية مؤهل لضمان توازن العلائق بشكل صحيح للحفاظ على صحة الحيوان والأداء الأمثل.


التدرج في تقديم بنجر السكر:

ابدأ بـ 5 كجم/رأس/يوم من البنجر المفروم، مع التأكد من أن غالبية الحيوانات تأكل قبل زيادة المستويات بشكل أكبر، ثم نقوم بزيادة 5 كجم كل 3-4 أيام حتى الوصول إلى المستوى المطلوب. بجانب ذلك ينصح بخلط قش الأرز المفروم (0.5-1.0 كجم) في النظام الغذائي عند تقديم بنجر السكر.

الكميات المقترح تقديمها:

 يجب عدم المبالغة والإسراف في تقديم رؤوس البنجر- حيث أن 25 كجم من بنجر السكر يعادل حوالي 6.5 كجم من الشعير أو 5.9 كجم من الذرة على أساس الطاقة. فقط سيكون هناك حاجة لإضافة 1 كجم علف مركز لتحقيق التوازن في البروتين، وهذا ما يعادل إجمالي مستوى التغذية المركزة البالغ 7.5 كجم أو أكثر.  بالنسبة للماشية التي يتراوح وزنها بين 500 و600 كجم، يفضل عمومًا عدم تجاوز هذا المستوى. أما بالنسبة للأوزان (250 - 350 كجم) من الماشية فإن حوالي 15 كجم من البنجر المغسول والمقطع هو مستوى آمن لتقديمه للحيوانات. بالنسبة للأبقار الحلابة، يجب ألا يتجاوز المقدم عن 10-12 كجم من بنجر السكر. حيث يمكن أن يسبب البيتين Betaine الموجود في البنجر رائحة غريبة تشبه رائحة السمك في الحليب، كما أن المستويات العالية من البنجر قد تقلل من تكوين الخثرة عند عمل الجبن. ومع ذلك، في ظل معدلات التغذية المناسبة، لا يسبب هذا مشكلة. بينما تغذية بنجر السكر للأبقار الجافة يكون بحدود 10 كجم من بنجر السكر وذلك يمثل 20% أو أقل من كمية المادة المتناولة للبقرة الجافة ولا يكون هناك حاجة لإضافات معدنية محدد قبل الولادة.


إدارة التغذية:

 يتمتع بنجر السكر باحتوائه على مستويات مرتفعة من الطاقة مقارنة بمعظم الأعلاف المركزة ويجب معاملته على أنه "مركز رطب" ، ويجب أن يأخذ في الاعتبار عندما تتجاوز مستويات التغذية 14 كجم (الماشية الكبيرة) أو 10 كجم (للصغيرة) مرتين – فانه من الضروري أن تكون العلائق في صورة متكاملة لمنع حدوث حموضة ولضمان الهضم الفعال لجميع الأعلاف.

الغسيل والتقطيع:

 عندما تبلغ نسبة المادة الجافة لبنجر السكر نسبة 23 إلى 24% فسيكون من الصعب جدًا أن يتم تغذيته كعلف منفرد لذا يكون تناول كمية مناسبة مطلوبًا، كما يكون التقطيع ضروري. من المهم جدا أن نأخذ في الاعتبار انه يمكن أن يحمل البنجر غير المغسول ما يصل إلى 16-18% من التربة حتى في ظروف الحصاد الجيدة. لذا من المهم إزالة معظم بقايا التربة تلك بأحد الوسائل الممكنة مثل التنظيف اليدوي في حالة المزارع الصغير بينما المزارع الكبيرة فيجب استخدام التنظيف الميكانيكي وهو الحد الأدنى من المتطلبات خاصة مع مستويات التغذية العالية والفترات الطويلة للتغذية فسيكون الغسيل ضروريًا. لابد أن ندرك أيضا انه في حالة الأراضي التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الحديد والموليبدينوم فانه مع مرور الوقت، سيؤدي تناول التربة إلى استنفاد عنصر النحاس.


التغلب على ارتفاع النترات:

 يحتوي بنجر السكر الطازج على مستويات عالية من النترات التي يمكن أن تسبب التسمم - ويختفي هذا الخطر بعد 4-5 أيام بعد الحصاد. لذا ينصح بعدم التغذية المباشرة على البنجر وبكميات كبيرة بعد الحصاد خاصة للحيوانات الصغيرة في العمر.

تأثير الصقيع:

البنجر المتجمد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي.

ا. د. فوزي أبو دنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني

icon

الأكثر قراءة