الخميس، 23 شوال 1445 ، 02 مايو 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتورة فاطمة علي تكتب..فوائد تناول الفول المدمس فى وجبة السحور خلال شهر رمضان المبارك

الدكتورة فاطمة على أحمد
الدكتورة فاطمة على أحمد نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق
أ أ
ينتمي الفول إلى البقوليات، ويعد من الأطباق الشهية وذات الشعبية في مصر والعالم العربي، يعتبر من أكثر الأطعمة التي يحرص العديد من الأشخاص على تناولها في وجبة السحور خلال شهر رمضان المبارك، لأنه يساعد على الشعور بالشبع والإمتلاء، لذلك يطلق عليه البعض اسم "مسمار البطن".
 

القيمة الغذائية للفول المدمس:

تحتوى كل 100 جرام من الفول المدمس على 314 سعرا حراريا، 58.29 جرام من الكربوهيدرات، 26.12 جرام من البروتينات، 25 جرام من الألياف الغذائية، 5.70 جرام من السكر، 1.53 جرام من الدهون. كما أن حبوب الفول غنية بحمض الفوليك (Folic acid) والفيتامينات ومنها الثيامين، كما يحتوى على العديد من المعادن ومنها: المنجنيز والنحاس والفوسفور والمغنيسيوم والحديد والبوتاسيوم والثيامين والزنك.

فوائد الفول المدمس الصحية:

الفول هو الطبق الرئيسي على مائدة السحور في رمضان، وذلك لدوره في التغلب على الشعور بالجوع خلال الصيام، فضلًا عن إحتوائه على العديد من العناصر الغذائية التي تجعله من الوجبات المتكاملة المفيدة لصحة الجسم، وله العديد من الفوائد الصحية نذكر منها مايلى:

مصدر للفيتامينات والألياف الغذائية ويمد الجسم بالطاقة والحيوية:

يحتوي الفول على نسبة مرتفعة من الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها الجسم، ويزود الجسم بالبروتينات النباتية التى يفقدها خلال فترة الصيام. كما يمد الفول الجسم بالألياف الغذائية التي تساعد على الشعور بالشبع وتحفز حركة الأمعاء، وبالتالي تساعد على الوقاية من الإمساك. كما يساعد الفول على تقليل الشعور بالتعب أثناء الصيام، لإحتوائه على نسبة جيدة من الكربوهيدرات المعقدة، التي يعتمد عليها الجسم، للحصول على الطاقة والحيوية والنشاط، ويعزز قدرة الجسم على التحمل دون تناول الطعام لفترةٍ طويلة نظرا لصعوبة إمتصاصه وهضمه لأن  الكربوهيدرات المعقدة تستغرق وقتًا طويلًا في الهضم والإمتصاص. كما يحتوي الفول على نسبة مرتفعة من البروتين النباتي الذي يمد الجسم بالطاقة، كما يحتوي على فيتامين (B1) وهو من الفيتامينات المفيدة في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة.

تعزيز عملية التمثيل الغذائي و الشعور بالشبع:

الفول من البروتينات التي تستغرق الكثير من الوقت حتى إتمام عملية الهضم والإمتصاص، وبالتالي تعطي شعورًا بالشبع لفترة طويلة. كما أن الفول يحتوى على الألياف الغذائية التي تذوب في الماء التى تساعد على الشعور بالإمتلاء والشبع لفترة أطول. يحتوي الفول أيضا على فيتامين B2، الذي يساهم في تعزيز عملية التمثيل الغذائي لبعض العناصر، مثل البروتين والكربوهيدرات، وتحسين إمتصاص الجسم لمعدن الحديد.

تعزيز صحة الجهاز الهضمى:

يلعب الفول دورًا كبيرًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، ويرجع السبب إلى محتواه العالي من الألياف الغذائية، التي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عمليتي الهضم والإمتصاص، كما ينظف المعدة. 

تعزيز المناعة:

يساعد البروتين النباتى المتوفر بالفول على تكوين الأجسام المضادة للفيروسات (Antiviral) والبكتيريا (Antibacterial)، لذلك تصبح مناعة الجسم أكثر قدرة على مكافحة العدوى عند تناول الفول المدمس، فيساعد تناول الفول بإنتظام على تعزيز جهاز المناعة، وذلك لغناه بالمركبات الفينولية (Phenolic compounds)،  ومضادات الأكسدة (Antioxidants)، وتعتبر مضادات الأكسدة ضرورية للدفاع المناعي للجسم، لأنها تحارب الجذور الحرة (Free radicles) التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا وتسبب الأمراض.
 

خفض مستويات الكوليسترول:

يحتوي الفول على نسبة عالية من البروتينات النباتية وحمض الفوليك والعديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى، يتميز البروتين النباتي بعدم إحتوائه على الدهون التي تتسبب في إرتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم. كما أن الفول غني بالألياف الغذائية القابلة للذوبان التي يمكن أن تبطئ إمتصاص الدهون في الدم، وبالتالي تخفض مستويات الكوليسترول الضار.

تحسين ضغط الدم وصحة القلب:

الفول غني بالعناصر الغذائية التي يمكن أن تحسن صحة القلب، إذ يحتوي على عنصرى المغنيسيوم والبوتاسيوم اللذين قد يريحان جدران الأوعية الدموية ويمنعان إرتفاع ضغط الدم وبالتالى يحسن صحة القلب.

ضبط مستويات السكر فى الدم:

يقلل الفول من فرص إنخفاض سكر الدم أثناء الصيام، لأن إحتوائه على الألياف الغذائية تساهم في ضبط مستويات السكر بالجسم، مما يقلل الإجهاد والتعب الناتج عن الصيام. وبالنسبة لمرضى السكري يجب الإنتباه إلى أن الفول غني بالكربوهيدرات، وخاصة عند أكله مع الخبز، ولذلك يجب إحتسابه من حصة الكربوهيدرات حتى لا يؤدي لديهم لإرتفاع سكر الدم.

علاج الأنيميا (فقر الدم):

قد يساعد تناول الفول على علاج أعراض فقر الدم "الأنيميا" لإحتوائه على معدن الحديد الضروري لإنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يمكّن كريات الدم الحمراء من حمل الأكسجين عبر الجسم. ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم الذي يسبب الإرهاق والضعف والدوخة وضيق التنفس. 

تقليل أعراض مرض باركنسون:

يحتوي الفول على مركب يسمى ليفودوبا (L-dopa)، والذي يحوله الجسم إلى الدوبامين. بينما يقتل مرض باركنسون خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين مما يؤدي إلى الإرتعاش وأعراض أخرى، يتم علاج الأعراض عادةً بالأدوية التي تحتوي على L-dopa. لذا فقد يساعد تناول حبوب الفول أيضًا في تقليل أعراض مرض باركنسون لدى المرضى.

المساعدة في إنقاص الوزن:

يعد الفول المدمس من الأطعمة الفعالة في إنقاص الوزن، وذلك لأنه غني بالبروتينات النباتية والألياف الغذائية التي تساعد في الشعور بالإمتلاء والشبع، مما قد يؤدي إلى إنخفاض تناول السعرات الحرارية وفقدان الوزن.

تقوية العضلات والأعصاب وتعزيز صحة العظام:

يساعد الفول على بناء وتقوية العضلات، ويعود ذلك لإحتوائه على البروتين النباتى، كما يتميز الفول بإحتوائه أيضا على فيتامين B1 المعروف بـ"الثيامين"، وهو من الفيتامينات المفيدة لتقوية الأعصاب، والعضلات، وتعزيز صحة القلب والمخ، بالإضافة إلى دوره الفعال في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة. كما يحتوي الفول على نسبة عالية من معدنى المنجنيز والنحاس، وهما من العناصر الغذائية التي قد تمنع ضعف العظام و يحسن كتلة العظام.

الإحتياطات الواجب أخذها فى الإعتبار عند أكل الفول المدمس:

يجب عند تدميس الفول بالمنازل أن يتم نقع الفول لمدة لا تقل عن 12 ساعة فى الماء، وذلك للتخلص من القشرة لإحتوائها على حامض الفيتيك الذي يتسبب في عدم إمتصاص الحديد في الجسم، كما ان إضافة العدس والطماطم والثوم إلى الفول عند التدميس يعمل على تعزيز القيمة الغذائية للفول. 

وبعد تناول وجبة الفول يجب شرب كميات كبيرة من الماء، وينصح بتناول الطماطم والخيار والخضروات الورقية كالخس والبصل مع وجبة الفول، تقليل الملح المضاف لأقصى درجة، حتى لا تشعر بالعطش. كما يفضل عند إعداد الفول إضافة مادة دهنية كالزيت الحار أو زيت الزيتون لدور الدهون في إنتاج الطاقة اللازمة للجسم، ويجب إضافة الكمون للفول لدوره في طرد الغازات وتقليل إنتفاخ البطن الذي يؤرق الصائمين، مع عدم إضافة التوابل الحريفة التي قد ترهق القولون أثناء فترة الصيام.

بالنسبة لمرضى الكوليسترول يجب محاولة تقليل ما يضاف للفول من طحينة، لأنها دهون، وأيضا يفضل تناوله بدون زيت أو يتم تناوله مع زيت الزيتون. أما بالنسبة لمرضى إرتفاع ضغط الدم فيجب الإنتباه إلى عدم إضافة الملح لطبق الفول، أما الفول المعلب فينصح بغسله من ماء النقع قبل تقديمه، لأنه غني بالصوديوم. أما بالنسبة لمرضى إضطرابات الأمعاء فقد يؤدي الفول إلى المتاعب لهم، لذلك يفضل إستشارة الطبيب المختص قبل تناوله.
 
الدكتورة/ فاطمة على أحمد
نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات


icon

الأكثر قراءة