الإثنين، 20 شوال 1445 ، 29 أبريل 2024

المحررين

من نحن

اتصل بنا

الدكتور فوزي أبو دنيا يكتب .. التغلب على مشاكل تغذية الحيوانات على البرسيم

الدكتور فوزي
الدكتور فوزي محمد أبو دنيا
أ أ
التغلب على مشاكل تغذية الحيوانات على البرسيم وترشيد استهلاكه  .. تشكل التغذية 60% تقريبا من تكلفة الإنتاج الحيواني في صوره المختلفة سواء كان لبنا أو لحما ولذا فإن أي ترشيد في هذه التكلفة عن طريق التغذية الصحيحة المتزنة والاستفادة من الأعلاف عالية الجودة رخيصة الثمن سوف يؤدى إلى تحسين الأداء الإنتاجي للحيوان بالإضافة إلى خفض تكاليف التغذية وبالتالي زيادة العائد للمزارع وبشكل عام يعود على المستوى القومي. ولتحسين نظم تغذية الحيوان على المستوى القومي يجب معرفة الاحتياجات الغذائية للحيوان حسب العمر والوزن والإنتاج ومن الناحية الأخرى يجب الاستخدام الأمثل لمواد العلف عن طريق الترشيد في توفير الاحتياجات الغذائية بأقل التكاليف.

ومثالا على ذلك في موسم الشتاء يتم زراعة البرسيم كمحصول علف اخضر لتغذية الحيوانات الزراعية ولكن نتيجة عدم الاستخدام الأمثل للبرسيم في تغذية الحيوانات فيحدث هدر لكميات كبيرة من البرسيم بما يحتويه من مواد غذائية عالية القيمة خاصة البروتين. كما أن البرسيم محصول غنى بالبروتين ومنخفض في الطاقة ومرتفع في نسبة الرطوبة مما يؤثر على الاستفادة من قيمته الغذائية عند تغذية الحيوانات عليه. وسوف نناقش هنا بعض السبل الواجب اتباعها للاستفادة القصوى من هذا المحصول لدرى المزارعين المهتمين بتربية الحيوانات الزراعية.

زيادة كمية البرسيم المقدم للحيوانات الزراعية سواء المنتجة للألبان أو حيوانات التسمين يعتبر أحد أبرز المُعضلات التي يمارسها صغار المُربين، الذين يفتقدون المعلومة العلمية الصحيحة، التي تؤهلهم للوصول للنتائج المرجوة من نشاطهم الاقتصادي في نهاية الموسم، والذي غالبًا ما ينتهي بخسائر اقتصادية كبيرة. وتتلخص مشاكل التغذية على البرسيم في النقاط التالية:

ارتفاع نسبة الرطوبة


يؤدى ارتفاع محتوى الماء في البرسيم والذي يصل الى 88 % الى سرعة مرور الكتلة الغذائية في القناة الهضمية خاصة عند استخدام البرسيم بمفردة كمادة علف لتغذية الحيوان وهذا الوضع يسبب مرور كميات كبيرة من العناصر الغذائية الهامة خاصة البروتين ليخرج مع الروث دون الاستفادة منه وهنا يحدث خسائر من جهتين، الأولى خسائر اقتصادية نتيجة هدر عنصر البروتين وهو العنصر الأساسي في التقييم الاقتصادي للبرسيم. على الجانب الأخر لم يستفيد جسم الحيوان من كميات البروتين العابرة مما يسبب مشاكل صحية للحيوان كما يتأثر الأداء الإنتاجي للحيوان بشكل كبير.

ارتفاع محتواه من البروتين مع انخفاض محتواه من الطاقة


رغم ارتفاع محتوى البروتين في البرسيم إلا انه لا يعتبر متزن غذائيا نظرا للفقر الشديد في محتواه من الطاقة ويظهر خطورة هذا الأمر عند استخدام البرسيم كمادة غذائية منفردة حيث يؤثر ذلك على التمثيل الغذائي مما ينعكس على العمليات الفسيولوجية للجسم ويتأثر معدل النمو للحيوانات النامية مما يحدث إعاقة للنمو في الحيوانات الصغيرة سواء التي تتغذى على البرسيم أو التي ترضع من أمهاتها التي يتأثر مكونات ألبانها وينعكس على العجول الرضيعة وحتى الأجنة في رحم الحيوانات الحوامل التي تتغذى على البرسيم منفردا في الشتاء، كما تتأثر أيضا الحيوانات الحلابة فنلحظ انخفاض في إنتاج اللبن وتأثر محتوى اللبن من المواد الصلبة خاصة البروتين والدهون. وتظهر كل تلك المشاكل نتيجة نقص الطاقة وعدم مقدرة البرسيم منفردة على تحقيق الاكتفاء من عنصر الطاقة اللازم للحيوان.

زيادة كمية المقدم من البرسيم للحيوان اعلى من احتياجاته



إن تغذية الحيوانات على البرسيم منفردا في الشتاء أو تقديم كميات كبيرة من البرسيم أكثر مما يجب ينتج عنها ما تم الإشارة إليها في النقاط سالفة الذكر التي تمت الإشارة إليها من أثار ارتفاع الماء في البرسيم وكذا نقص الطاقة. 

حش البرسيم


للحصول على اقصى استفادة من زراعة البرسيم يفضل الحش عندما يصل ارتفاع النبات من 40 – 50 سم لأنه يتلازم زيادة المحصول مع ارتفاع القيمة الغذائية. كما يجب أن يكون ارتفاع الحش عند منطقة الكرسي من 5 – 7 سم من سطح الأرض لكي يعطى أكبر عدد من الفروع في النباتات مع ملاحظة أن الحش الجائر يقلل المحصول الخضري بمقدار 7 – 8 طن أثناء موسم النمو.

وللتغلب على هذه المشاكل يجب اتباع الاتي:


التغلب على مشكلة ارتفاع نسبة الرطوبة في البرسيم



يتم ذلك عن طريق اتجاهين: الأول بتحميل محاصيل مع البرسيم عند الزراعة مثل الشعير او التربتيكال حيث أن ذلك يساعد في خفض محتوى الرطوبة في البرسيم وزيادة المادة الجافة. الاتجاه الثاني يتم عن طريق فرم البرسيم أو تقطيعه وخلطة مع مفروم الأعلاف الخشنة الجافة مثل مفروم عيدان الذرة أو قش الأرز أو بجاس القصب أو غيرها من المواد المتوفرة في الحقل ويكون ذلك بمعدل 10 جزء من البرسيم الى جزء من الأعلاف الخشنة الجافة، ثم خلط ذلك مع باقي مكونات العليقة. وتظهر مميزات هذه الخطوة في تقليل سرعة مرور الكتلة الغذائية من البرسيم في القناة الهضمية مما يزيد من الاستفادة من العناصر الغذائية بشكل كبير. بالإضافة الى ذلك فان عملية خلط البرسيم بمفروم الأعلاف الجافة يؤدى الى تحسين هضم تلك المواد ويزيد من الاستفادة من العناصر الغذائية التي تحتويها خاصة الألياف التي تكون المصدر الأساسي لدهن اللبن كما أنها تكون المصدر الأساسي لإنتاج الأحماض الدهنية الطيارة وهي المصدر الأساسي للطاقة في الحيوانات المجترة. ويفضل أن تتم عملية الخلط في المساء وتعبى في شكائر من البلاستيك مع ضغطها بشدة وتترك لليوم التالي حيث أن ذلك يؤدى الى زيادة ترطيب الأعلاف الخشنة ويضعف من الروابط اللجنوسليلوزية مما يساعد في سرعة تحللها بالكرش بواسطة الكائنات الحية الدقيقة.

التغلب على مشكلة ارتفاع محتوى البروتين مع انخفاض محتوى الطاقة


يتم ذلك عن طريق عدة اتجاهات:

أولا: خلط البرسيم بالأعلاف الخشنة المفرومة التي تم خلطها بالمولاس

يتم خلط لتر من المولاس مع كجم من الأعلاف الخشنة المفرومة ثم يتم خلط هذا المخلوط مع 10 كجم من البرسيم، ثم تستكمل باقي مكونات العليقة وتقدم للحيوان. يمكن خلط مفروم العلف الجاف بالبرسيم مساء وكمره حتى الصباح ثم يضاف المولاس عند تقديم الغذاء للحيوان. 

ثانيا: إضافة مجروش حبوب الذرة للأعلاف الخشنة المفرومة عند خلطها بالبرسيم

يتم خلط 700 جم من حبوب الذرة المجروشة مع كجم من الأعلاف الخشنة المفرومة ثم يتم خلط هذا المخلوط مع 10 كجم من البرسيم، ثم تستكمل باقي مكونات العليقة وتقدم للحيوان مباشرة او يتم كمرها من المساء حتى الصباح لتقديمها للحيوانات.

ثالثا: إضافة فرزة الدرنات أو الجذور بعد خلطها بمفروم الأعلاف الخشنة عند خلطها بالبرسيم

يتم خلط كجم من مفروم الدرنات (البطاطا – البطاطس.. الخ) أو الجذور (الكاسافا - البنجر– الجزر.. الخ) مع كجم من الأعلاف الخشنة المفرومة ثم يتم خلط هذا المخلوط مع 10 كجم من البرسيم، ثم تستكمل باقي مكونات العليقة وتقدم للحيوان مباشرة أو يتم كمرها من المساء حتى الصباح لتقديمها للحيوانات.

رابعا: زراعة بنجر العلف أو بنجر السكر تحميل على البرسيم

من المفيد زراعة بنجر السكر أو بنجر العلف تحميل على البرسيم على البتون والقنى مع الأخذ في الاعتبار نسب خلط البرسيم مع نبات البنجر ومفروم الأعلاف الخشنة حتى لا يتسبب التغذية المنفردة على البنجر والبرسيم معا في حدوث مشاكل هضمية للحيوانات حيث أن محتواهما من الرطوبة يكون مرتفع كما أن وجود مصدر طاقة سريع التخمر يؤدى الى حدوث النفاخ والإسهال، لذا يجب الحذر عند الخلط والاستعمال.

التغلب على مشكلة زيادة كمية المقدم من البرسيم للحيوان اعلى من احتياجاته


للتغلب على هذه المشكلة يكون بخلط البرسيم كما سبق ذكره في طرق التغلب على مشاكل البرسيم السابق سرها أنفا. ويكون ذلك بخلط البرسيم بمفروم الأعلاف الخشنة الجافة بنسبة 10 جزء من البرسيم مع جزء من مفروم الأعلاف الجافة وكمرها من المساء حتى الصباح في شكاير بلاستيك نظيفة خالية من الأسمدة الزراعية.

قواعد التغذية السليمة على البرسيم


لابد أن نعى في البداية أن قواعد التغذية السليمة، تعتمد إلى حد بعيد على تقدير نسبة العليقة استنادًا لوزن الحيوان، وإنتاجه عن طريق معرفة احتياجاته من العناصر الغذائية اليومية للحيلولة دون الوقوع في خطأ زيادة البرسيم، وما تستتبعه من نتائج سلبية على صحة الحيوان وأرباح المربي التي قد تتحول لخسائر بنهاية الموسم.

زيادة الحمولة الحيوانية نتيجة استخدام نموذج ترشيد استهلاك البرسيم 



على أساس استخدام نموذج الترشيد المشار إليه سابقا فان عدد الوحدات الحيوانية على مساحة فدان البرسيم سوف تزداد بشكل كبير وتزداد الاستفادة نتيجة الترشيد في التغذية على البرسيم. فعندما يكون متوسط المستهلك من البرسيم لحيوانات التسمين 14 كجم في اليوم وعلى أساس أن الفدان ينتج متوسط 45 طن برسيم للفدان فان الحمولة الحيوانية ستكون 18 حيون تسمين للفدان من وزن 100 كجم الى وزن 250 كجم لمدة 180 يوم. بينما لان استهلاك البرسيم سيكون أكبر في الحيوانات الحلابة (أبقار – جاموس) لذا نجد أن عدد الحيوانات الحلابة التي تستهلك من 30 – 40 كجم برسيم في اليوم فتكون الحمولة الحيوانية نتيجة الترشيد في استهلاك البرسيم 7 حيوانات للفدان. 


الأستاذ الدكتور / فوزي محمد أبو دنيا
المدير الأسبق لمعهد بحوث الإنتاج الحيواني مركز البحوث الزراعية
icon

الأكثر قراءة