السبت، 21 ربيع الأول 1447 ، 13 سبتمبر 2025

بالفيديو... تقنيات حديثة لزيادة إنتاج أسماك البلطي والبوري بالتسميد والتغذية

سمك  اسماك  صيادين الصيادين  صيد
الاستزراع السمكي
أ أ
techno seeds
techno seeds

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الاستزراع السمكي، تبرز أهمية تطبيق أساليب متطورة في التسميد والتغذية لضمان تحقيق إنتاجية عالية وجودة متميزة للأسماك.

يشكل التسميد المدروس والتغذية الدقيقة عناصر أساسية لتحسين بيئة الأحواض وتعزيز نمو الأسماك، مع مراعاة استدامة الموارد الطبيعية وكفاءة استخدام المياه.

كما أن تطوير تقنيات الاستزراع شبه المكثف يمثل خطوة مهمة نحو رفع الإنتاج وتقليل التكاليف، مع الحفاظ على التوازن البيئي وتحسين إدارة الموارد. هذا التقرير يستعرض أهم البرامج والتوجيهات العملية لتسميد الأحواض، أنظمة التغذية المتبعة، ومتابعة نمو الأسماك، إضافة إلى استراتيجيات تطوير الاستزراع المكثف وشبه المكثف لتحقيق أفضل النتائج.

التسميد

تختلف معدلات التسميد حسب خصوبة مياه الحوض وحاجتها للعناصر المغذية مثل النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم. يُفضل عدم تغيير المياه إلا عند تدهور مواصفاتها، ويُنصح بإجراء التسميد في الأيام المشمسة، خاصة في فصلي الربيع والصيف عندما تتجاوز درجة حرارة المياه 18 درجة مئوية.


يبدأ برنامج التسميد الأول بإضافة مواد عضوية مثل سبلة دواجن أو السماد البلدي على قاع الحوض الجاف، تليها إضافة مركبات كيميائية مثل اليوريا والسوبر فوسفات بعد رفع مستوى المياه. تُترك المياه لفترة تسمح بنمو الطحالب التي تشكل الغذاء الطبيعي، مما يجعل الحوض جاهزاً للاستزراع.


أما في برنامج تسميد الأحواض بعد الاستزراع، فيُستخدم السماد العضوي والكيماوي بالتبادل أسبوعياً لتعزيز الغذاء الطبيعي بالتزامن مع التغذية بالعلف، مع خفض معدلات التسميد عند استخدام العلف الصناعي.


برنامج التسميد العضوي طويل الأمد يستمر لمدة ثمانية أسابيع، حيث تزداد جرعات السماد العضوي تدريجياً، مع إدخال العلف الصناعي بشكل تدريجي لتعويد الأسماك على التغذية المختلطة، مع إمكانية تعديل فترة التسميد حسب أسلوب التشغيل ومتطلبات الموسم.
تعتمد الجرعات على قراءة قرص الشفافية لتقييم كمية الغذاء الطبيعي، مع زيادة أو تقليل التسميد بناءً على هذه القراءة، ووقف التسميد مؤقتاً عند انخفاض الشفافية لأقل من 15 سم.

ثانياً: التغذية

تشكل تغذية الأسماك الجزء الأكبر من تكاليف الإنتاج، مما يستدعي الحرص على اختيار أعلاف جيدة ومناسبة لنوع وحجم الأسماك، ويفضل التعامل المباشر مع المصنع أو وسيط موثوق لتجنب الغش والتخزين السيئ. يجب التأكد من وضوح بيانات العلف على البطاقة المرفقة، وتحليل عينات منه عند الإمكان.


يُخزن العلف في أماكن جيدة التهوية ومحمية من الآفات والقوارض، مع الحفاظ على سجلات الشراء. تتفاوت عدد وجبات التغذية بحسب حجم الأسماك، حيث تتطلب الأسماك الصغيرة 3 إلى 4 وجبات يومياً، وتقل الوجبات للأسماك الأكبر، مع مراعاة عدم تجاوز الكميات الموصى بها.


يُنصح باستخدام حلقات حجز العلف على سطح الماء لمنع انجرافه إلى حواف الأحواض، وتقليل الفاقد أثناء التغذية عبر استخدام غذايات الطلب التي تسمح بإسقاط العلف فقط عند وجود الأسماك تحتها، مع تفضيل الأنواع المصنعة من الفيبرجلاس لمتانتها.

نماذج برامج التغذية

تختلف معدلات التغذية ونسب البروتين حسب حجم الأسماك، حيث تُرفع للمراحل الصغيرة ثم تُخفض تدريجياً لتقليل التكاليف والحفاظ على جودة المياه. يُطبق أسلوب التغذية إلى حد الشبع الظاهري من خلال مراقبة استهلاك العلف خلال 20 إلى 30 دقيقة بعد تقديمه، وتقليل الكميات إذا تبقى جزء من العلف غير مستهلك.


التغذية التقليدية تبدأ بعد يومين إلى ثلاثة أيام من الاستزراع، بالعلف البودرة المحتوي على 25% بروتين وبنسب محددة تعتمد على وزن الأسماك، حيث يحتاج كل سمك إلى حوالي 500 جرام من العلف للوصول إلى وزن 250 جرام.


ثالثاً: متابعة نمو الأسماك

يُعد أخذ عينات دورية من الأسماك في الأحواض أمراً ضرورياً لمتابعة النمو وحساب كميات العلف المطلوبة، وتقييم جودة العلف، وتقدير الإنتاج المتوقع، وتحديد موعد الحصاد، بالإضافة إلى فحص جودة الأسماك قبل التسويق.


ينبغي اختيار التوقيت المناسب لجمع العينات، عادة عند تقديم العلف، مع التعامل برفق مع الأسماك لتجنب إجهادها، وتسجيل بيانات دقيقة. يُمنع إعادة الأسماك للعينة في حالة الفحوص الاستثنائية مثل الأمراض.


ينصح بتجنب أخذ العينات عند حدوث مشاكل في جودة المياه، أو تغيرات حادة في درجة الحرارة، أو إصابة الأسماك بالأمراض، أو وجود عكارة شديدة أو أثناء هطول الأمطار.

تطوير الاستزراع السمكي شبه المكثف

شهد قطاع الاستزراع السمكي تحولات استراتيجية مع التركيز على تنمية الموارد السمكية عبر مختلف القطاعات، مع إعطاء أولوية لتقنيات الاستزراع شبه المكثف، نظراً لتحديات نقص المياه وقلة الأراضي المتاحة.


تهدف الاستراتيجية إلى تحسين استغلال الموارد المتاحة وزيادة الإنتاجية لكل وحدة مساحة، بالاعتماد على رأس المال والتقنيات الحديثة، وتطوير أنظمة استزراع مكثف وشبه مكثف توفر إنتاجية عالية بتكاليف مناسبة.


يعتمد الاستزراع شبه المكثف على تعزيز الإنتاج الطبيعي عبر التسميد وإضافة الأعلاف، مع تحسين إدارة الأحواض وزيادة مستويات الأكسجين، مما يرفع الإنتاج إلى 10-12 طن للفدان مقارنة بالنظم التقليدية.


يتطلب النظام استخدام تربة طينية دقيقة مناسبة للحفاظ على المياه، بينما تحتاج التربة الرملية أو الكلسية إلى عزل مكلف. كما يؤثر منسوب المياه الجوفية على تصميم الأحواض وإدارة البيئة المائية.


تُفضل الأحواض المستطيلة بأبعاد تناسب اتجاه الرياح لضمان التهوية وتقليل تآكل الجسور، مع تصميم دقيق لفتحات الري والصرف لتجنب تسرب الأسماك والحفاظ على جودة المياه.

 

تشمل المزارع وحدات حضانة للزريعة بمساحات تقدر بنسبة 20-25% من المساحة الكلية، مع توفير وحدات توليد الأكسجين وبنية تحتية كهربائية مناسبة.

يُعتبر توفير الغذاء الطبيعي والبيئي جزءاً أساسياً من التشغيل، مع إعداد دقيق للأحواض قبل الموسم عن طريق تجفيف وحرث القاع وتسميده لتحسين الخصوبة، ويستمر الموسم من منتصف مارس حتى نوفمبر مع فترة صيانة في الأشهر المتبقية.

 

تتطلب عمليات نقل الزريعة فحوصاً دقيقة للتأكد من خلوها من الأمراض، مع استخدام مياه نظيفة وأدوات مجهزة للحفاظ على سلامة الأسماك أثناء النقل.


تشمل حضانة الزريعة توفير أحواض خاصة لتغذيتها حتى تصل إلى الحجم المناسب للتربية في الأحواض الرئيسية، مع مراقبة كثافة التغذية وجودة النمو بشكل مستمر.


ينبغي تحقيق توازن بين توفير الغذاء المناسب وجودة البيئة المائية، واستخدام تقنيات للتحكم في جودة المياه والتخلص السريع من المخلفات، مع توفير مستويات عالية من الأكسجين لضمان نمو مثالي وإنتاج عالي.

اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة