أكد الدكتور حسام عرفات، أستاذ البترول والتعدين بكلية الهندسة جامعة القاهرة ورئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية سابقاً، أن تصدير مصر لشحنتين من الغاز الطبيعي المسال إلى تركيا وإيطاليا خلال شهر أكتوبر يمثل نقلة نوعية لقطاع الطاقة، ويعكس قدرة الدولة على الإنتاج والتصدير بعد سنوات من التحديات ونقص الإمدادات.
وأوضح عرفات، في مداخلة هاتفية مع برنامج اقتصاد مصر على قناة أزهري، أن الشحنة الأولى بلغت 155 ألف متر مكعب وتم تصديرها إلى إيطاليا لصالح شركة شل، فيما بلغت الشحنة الثانية 150 ألف متر مكعب وتم تصديرها إلى تركيا لصالح شركة توتال الفرنسية، مشيراً إلى أن الشحنتين تؤكدان تحسن الوضع الإنتاجي لمصر بعد فترة اعتمدت فيها البلاد بشكل شبه كامل على الاستيراد لتلبية احتياجاتها المحلية من الغاز.
وأشار إلى أن الميزة التنافسية لمصر تكمن في امتلاكها بنية تحتية متكاملة تشمل محطتين لإسالة الغاز وأربع محطات لإعادة التغويز، ما يمنح الدولة القدرة على أداء "دور مزدوج" في سوق الطاقة الإقليمي، حيث يمكنها الاستيراد والتصدير في الوقت ذاته وفقاً لمتطلبات السوق المحلية والعقود الدولية.
وأضاف عرفات أن الإنتاج بدأ يتعافى تدريجياً بعد أن كان يصل إلى 7 مليارات قدم مكعب يومياً، وذلك بفضل عمليات الحفر والتطوير الجديدة التي أعلنت عنها وزارة البترول.
وأوضح أنه في حال الفائض عن الاحتياجات المحلية، يحق للشركاء الأجانب تصدير حصتهم من الغاز لسداد التزاماتهم المالية، فيما يتم تأمين كامل الكميات للدولة عند ارتفاع الطلب المحلي.
وأكد عرفات أن استقرار إمدادات الغاز خلال الصيف الماضي دون انقطاع للكهرباء يعكس نجاح الدولة في إدارة مواردها بفعالية، لافتاً إلى أن عمليات التصدير الجديدة إلى أوروبا ستبدأ من 5 نوفمبر الجاري وحتى 30 مارس المقبل لتلبية احتياجات القارة خلال فصل الشتاء.
